رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

من وقائع التحرش الجنسي: "رحمة": تنازلت عن المحضر خوفا من التعرض للأذى

كتب: آية المليجى -

12:28 م | الإثنين 26 نوفمبر 2018

من وقائع التحرش الجنسي:

تستيقظ باكرا تؤدي بعض المهام الروتينية التي اعتادت عليها قبل مغادرة المنزل، لكن حيرة تقع فيها كل يوم من اختيار ملابس فضفاضة تقيها من عيون من أباح لنفسه حرمة جسدها أو تبعدها عن كلماته الجارحة، لكنها أيضا لم تسلم من شرورهم، فالسير بأمان في الشوارع بعيدا عن شبح التحرش الجنسي أصبح من أمنياتها، فمعاناة قاسية تواجهها الفتاة يوميا بمجرد خروجها من المنزل سعيا للرزق أو طلبا للعلم.

اعتادت دينا خالد (اسم مستعار)، على ركوب الميني باص للوصول إلى عملها منذ سنوات، وفي إحدى المرات استقل معها رجل خمسيني يرتدي عباءة، فمن هيئته يبدو أنه عامل في البناء، فجاء مكانه وراءها، وبعد دقائق بدأت تشعر بيده تحاول التحسس بجسدها، لكنها ظلت تكذب نفسها، حتى نظرت إليه وترسخت ملامحه في ذهنها "هو كان عامل نفسه عبيط وباصص للسقف"، بحسب حديثها لـ"الوطن".

شعور بالندم صاحب "دينا" بعدما نزلت من الميني باص، فهي لم تأخذ حقها بعد، وبعد مرور أسبوع واحد على الحادث، أعطاها القدر فرصة أخرى حينما استقلت الميني باص من نفس المنطقة التي اعتادت عليها، ليركب معها الشخص ذاته، فملامحه باتت محفورة بداخلها، وجاءت الصدفة لتجلس بذات المكان ويجلس هو الآخر وراءها، دقائق قليلة كانت كفيلة لفضح أمره حينما أمسكت "دينا" بيده المقتربة من جسدها.

صرخات وألفاظ نابية ظلت توجهها الفتاة العشرينية إليه، بينما تظاهر الخمسيني بالذهول "فضل يقول لي هو أنا عملت لك إيه"، ظلت "دينا" في حالة من الهياج العصبي وسط سكوت من حولها في الميني باص، وحينما هددته باصطحابه إلى قسم الشرطة لتحرير محضر، أخبرتها سيدة مسنة بأنها ستأتي معها للإدلاء بشهادتها "تقريبا الست دي هي اللي قررت تساعدني وتقول لكل البنات اللي طالعة تركب خلي بالكم في واحد قاعد ورا مش كويس".

ظلت الفتاة العشرينية متأثرة بما وقع معها، لذلك حاولت ألا تستقل أي وسيلة مواصلات أخرى حتى استطاعت شراء سيارة خاصة بها لإنجاز مهامها "المواصلات بقت حاجة غير آدمية، عشان كدا جبت عربية".

وتتوالى وقائع تعرض الفتيات للتحرش، ففي داخل إحدى محطات مترو الأنفاق وقفت رحمة أحمد، فتاة عشرينية، على رصيف المحطة منتظرة قدومه، وسط زحام من الركاب، لتفاجأ بحركة مريبة من شاب اقترب منها ولمس جسدها بطريقة غير لائقة على غفلة، حالة من الذهول انتابت الفتاة العشرينية ثواني معدودة حتى استوعبت الأمر، فوجهت إليه ضربة على ظهره وحاولت الإمساك به لكنه أسرع من خطوات قدميه.

دخلت الفتاة العشرينية في حالة من البكاء وهي تحاول اللحاق بالشاب، لكن فتاة أخرى رأت ما حدث فجرت وراءه واستطاعت الإمساك به، وأصرت "رحمة" على اصطحابه لأمن المترو، الذي حاول تهدئتها، ووعدها بإتيان حقها وتحرير المحضر "ساعتها فضل الشاب يعيط ويقول لي مستقبلي هيضيع وأهلي هيجيلهم جلطة".

لم تلتفت الفتاة العشرينية إلى بكائه وأصرت على استكمال الإجراءات، وسط توسلات الشاب الذي ظهر من هيئته أنه موظف بأحد البنوك، غادرت "رحمة" مكتب الأمن على أن تحضر في اليوم التالي إلى نيابة قصر النيل.

أخبرت "رحمة" والدتها وشقيقها بما حدث معها، واصطحبتهما في اليوم التالي إلى النيابة لاستكمال الإجراءات، وهناك وجدت أسرة الشاب حاضرة فظلوا يتوسلون إليها للتنازل عن المحضر "كانوا هيبوسوا إيدي عشان أتنازل، عمري ما شفت حد اتذل كده". وفى اللحظات الأخيرة قبل دخولها لمكتب وكيل النيابة، قررت الاتصال بوالدها لإخباره بحقيقة الأمر بعدما أخفته عنه، ورغم تدعيمه لموقفها لكنه نصحها بالتنازل حتى لا تصاب بمكروه من أسرة المتهم في حال حصوله على حكم قضائي "ساعتها فعلا خفت يعمل لى حاجة واتنازلت فعلا عن المحضر".