رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"إيمان" ضحية زواج القاصرات تروي معاناتها: "تنازلت عن حقوق عشان يثبت نسب بنتي ويطلقني"

كتب: آية المليجى -

11:57 ص | الإثنين 26 نوفمبر 2018

«إيمان» إحدى ضحية زواج القاصرات: «تنازلت عن حقوقي عشان يطلقني ويثبت نسب بنتى»

كانت طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها الـ15 عامًا، حينما رآها شاب كان يؤدى خدمته العسكرية بمدينة طنطا، حيث تعيش إيمان محمد، فأعجب بها وقرر الزواج منها عقب إنهاء فترة التجنيد، وبقلب طفلة لم يكتمل نضجها فرحت لارتدائها الفستان الأبيض وجلست بجوار عريسها في "الكوشة" مثلما رأت زميلاتها اللاتي تزوجن قبلها.

 تركت "إيمان" تعليمها، فهي كانت طالبة بالصف الثاني الإعدادي، وأصبحت الخطيبة الصغيرة التي تستعد وتجهز نفسها لبناء عش الزوجية، فعام كامل كانت فترة الخطوبة التي أعقبها الزواج بعقد صوري لدى المأذون فهي ما زالت تحت السن القانونية التي لا تسمح بالزواج إلا بعد الـ18 عاماً، ولزيادة الضمان في حفظ حقوقها أخذ والدها إيصالات أمانة على العريس الشاب وعلى والده أيضاً.

وأقيم الزفاف وانتقلت العروس القاصر إلى منزل أهل العريس حيث تعيش معهم، وما هي إلا أيام قليلة حتى انتهت كل المظاهر الخداعة التي انجذبت وراءها الطفلة، فمعاملة وحشية بدأت تتلقاها العروس من زوجها الذي اتسم بالبخل الشديد والغيرة التي جعلته يعتدي عليها بالضرب المبرح لأسباب تافهة "لو مامسكتش إيده في الشارع ممكن يضربني قدام الناس".

شهور قليلة وبدأت أعراض الحمل تظهر على الزوجة القاصر حتى بات الشك يقينًا، فرحت الصغيرة بحملها وأملت أن تتبدل الأمور للأفضل، لكن الزوج ازداد في معاملته القاسية، لم يرحم ضعفها ولم يراعِ حرمة شهر رمضان الكريم حينما اعتدى عليها بالضرب المبرح أثناء مشاجرته معها، شعرت الصغيرة بالخوف على حياة جنينها من اعتداءات زوجها المتكررة، فقررت الاستغاثة بأهلها.

وعادت الزوجة إلى منزل أسرتها من جديد، ومكثت لديهم حتى جاء ميعاد الولادة، لم تتلق طيلة هذه المدة سؤالاً واحداً من زوجها، فاتصل به شقيقها وطلب منه المجيء لتسجيل المولودة باسمه، فشقيقته لم تمتلك عقد زواج موثقًا، لكنه رفض خاصة بعد أن طلبت الزوجة الطلاق منه.

4 أشهر ظلت خلالها المولودة دون استخراج شهادة ميلاد تثبت نسبها، حتى قرر الزوج المساومة في إعطائه إيصالات الأمانة والتنازل عن نصف قائمة المنقولات الزوجية حتى يطلق سراح الزوجة ويسجل نسب ابنته، لترتضي الزوجة بهذا العرض.

"فجأة لقيت نفسي أب وأم" هكذا عبرت "إيمان" عن معاناتها التي لم تذق معنى الطفولة "معرفش يعني إيه طفولة، وماكنتش بخرج برا أوضتي"، لكنها حاولت مقاومة ظروفها، فقررت العودة إلى دراستها فالتحقت بالثانوي الفني، وعملت بإحدى المكتبات لتنفق على ابنتها الصغيرة "بقيت بشتغل وبدرس وبربي بنتي".

لكن "إيمان" لم تسلم من ألسنة من حولها فهي ما زالت صغيرة فعمرها لا يتجاوز الـ19 عاماً، وفى نظر مجتمعها لا يجوز أن تجلس دون زواج "المطلقة دي جريمة بالنسبة لهم"، حاولت "إيمان" عدم الالتفات لهذا الحديث، لكنها أصبحت عاجزة أمام ضغط أسرتها، لتوافق على الخطبة من شاب آخر بعدما أدت صلاة الاستخارة التي أراحت قلبها بعد وعود قدمها إليها الشاب بشأن طفلتها «قال لي مش هحرمك من بنتك وهتفضل عايشة معانا".