رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

أبناء تركوا أحلامهم لرعاية ست الحبايب خلال مرضها بـ"سرطان الثدي": منقدرش نتأخر عنها

كتب: ندى نور -

12:59 م | الجمعة 19 أكتوبر 2018

أبناء تركوا أحلامهم لرعاية ست الحبايب

مشاعر صدمة يصاحبها حزن، تصيبنا عادة بعد معرفة إصابة أغلى الناس بسرطان الثدى، فى لحظة تتوقف فيها كافة المشاعر عدا شعور واحد وهو الاستعداد للتنازل عن أى شىء فى الحياة، فى مقابل الاحتفاظ بالأم.

هذا ما حدث مع أشرقت ياسين، 27 عاماً، التى أصيبت والدتها بسرطان الثدى، ولم تعلم الفتاة بإصابة أمها بالمرض لمدة عامين إلا بعد إغماء الأم أمامها، ما جعلها تصمم على اصطحاب والدتها للمستشفى، وهناك أدركت إصابة أمها بالمرض، بعدما أكد لها أحد الأطباء ذلك.

شعور غريب أصاب الفتاة؛ ما بين الصدمة ورغبة فى عدم تصديق الخبر الذى وقع عليها كالصاعقة، كما ذكرت أثناء حديثها لـ«الوطن»، تضحيات وضعتها الفتاة الوحيدة أمام عينيها حيث لم تنجب أمها غيرها، ورفضت الزواج بعد وفاة والدها من أجلها، انتهاًء ببيع كل ذهبها لكى تكمل الفتاة مشوارها التعليمى وتستطيع أن تلتحق بكلية الإعلام.

تقول الفتاة العشرينية: «اللى تعبت منه قوى إن أمى فضلت سنتين مستحملة كل ده لوحدها، بتحاول على قد ما تقدر تخبى اللى حاسة بيه عنى علشان متزعلنيش، وعلشان أقدر أكمل دراستى عادى»، خوفها من فقدان أغلى الناس فى حياتها، جعلها تقرر التنازل عن حلمها فى استكمال مشوارها الأكاديمى والتدريس بالجامعة وتكملة الدراسات العليا حتى تظل بجانب والدتها، حيث تقول: «حصلت على تقدير امتياز بعد تخرجى وكنت الأولى على دفعتى وجالى فرصة التدريس بالجامعة التى تخرجت فيها، ولكن لو كنت قبلت بالوظيفة مكنتش هقدر آخد بالى من أمى وأشوف طلباتها»، قررت «أشرقت» التنازل عن حلمها الذى تمنته طيلة فترة دراستها، وأقنعت والدتها بعد ذلك بأهمية مرحلة العلاج لشفائها من المرض، وبالفعل خضعت الأم للعلاج الكيماوى، وبعد مرور 3 سنوات فى رحلة العلاج تم شفاء الأم: «حسيت إن روحى رجعت تانى بعد شفاء أمى من المرض اللى فضلت سنتين بتعانى منه لوحدها».

«أمى دى أهم حاجة فى حياتى مفيش حياة من غيرها ومقدرش أقول إنى ضحيت، أنا عملت اللى كان لازم يتعمل تجاه أم مفيش زيها»، بهذه الكلمات عبر محمد أسامة، 26 عاماً، محاسب، عن شعوره تجاه والدته التى تحملت مشقة تربيته مع شقيقته التى تصغره بعام واحد، بعد انفصالها عن والدهما منذ 7 سنوات، ويقول «أسامة»: بعد انفصال والدتى عن والدى تحملت أمى مشقة لم يتحملها أحد، وتفرغت تفرغاً كاملاً لمطالبنا، ويتابع قائلاً: «علشان تقدر أمى تسد بنود الطلبات الكتير اشتغلت شغلانتين، ونتيجة لزيادة الجهد عليها بدأ يظهر عليها علامات التعب والإرهاق وفقدت كتير من وزنها فى فترة قليلة»، فقدان الأم للوزن بشكل مبالغ فيه وفقدانها الشهية للطعام جعل الابن يشعر بالقلق، وبعد عمل العديد من الفحوصات والأشعات اتضح إصابة الأم بسرطان الثدى، وفى مرحلة متأخرة كما ذكر.

انتابت «محمد» وشقيقته مشاعر الخوف والقلق بعدما تأكدا من إصابة والدتهما بسرطان الثدى، ما جعل الأخ الأكبر يتخذ قراره بالتفرغ لوالدته وترك الفتاة التى تمنى الارتباط بها بعد تخرجه من الجامعة، حيث وجد الشاب العشرينى أنه لا يوجد ما يمكن أن يعوضه عن والدته، مهما بلغت درجة حبه لفتاة أحلامه.

أما أمنية أسامة التى حلمت بالسفر للخارج بعد حصولها على منحة دراسية لاستكمال دراستها الجامعية فى بريطانيا، فاختارت البقاء بجانب والدتها، والاستغناء عن المنحة، وتقول صاحبة الـ24 عاماً، «مفيش حاجة ممكن تعوض حنان الأم»، إحساسها بالمسئولية تجاه والدتها جعلها تختار البقاء بجانب من تحملت متاعب لم يتحملها أحد من أجلهما.