كتب: روان مسعد -
12:37 م | الإثنين 01 أكتوبر 2018
بين العادات الاجتماعية، والموروثات الدينية تقع الأنثى في بئر من المحرمات والممنوعات، ويصبح عليها أن تتلقي صفعات الرجل في مجتمع يمجده ويعطه كل حقوقه كاملة، ويمنع الأنثى أحيانا من الحديث بسبب "النظرة والوصمة" المجتمعية، حتى وإن كان هذا الحديث عن تعرضها للعنف من زوجها يصل حد "الاغتصاب".
"إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح" حديث رواه البخاري ومسلم، لجأ الكثيرون له لتبرير الاغتصاب الزوجي، لكن الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قال إن استناد البعض لهذا التفسير "خاطئ"، مضيفًا: "الرسول أراد بهذا الحديث، المرأة التي لا توجد لديها موانع، سواء كانت نفسية أو جسدية أو فسيولوجية".
واختلف الشيوخ وعلماء الدين الإسلامي حول المسمى من الأساس، وما إذا كان ما بدر من الرجل من عنف جنسي وجسدي أثناء العلاقة الحميمية بأنه "اغتصاب" أم لا، وقد اتفق الشيخ شوقي عبداللطيف، وكيل وزارة الأوقاف السابق، مع الشيخ يسري عزام إمام وخطيب وزارة الأوقاف ومقدم برنامج "المسلمون يتسائلون"، في أن مصطلح "الاغتصاب الزوجي" ليس من الإسلام بل مصطلح غربي لا يجب الاعتداد به في المجتمعات المسلمة العربية، وأوضح أن الزوج لو طلب زوجته وهي "على ظهر بعير"، عليها أن تلبي طلب زوجها، ولا يعتبره الإسلام اغتصابا.
وكان للدكتورة آمنة نصير رأي مختلف قليلا وقالت إنه على الزوجة أن "تروض" سلوك زوجها غير اللائق، خاصة لو كانت حريصة على استمرارية الحياة الزوجية وبقاء البيت مفتوحا.
وأضافت لـ"هن" أنه لا مانع من أنها تمتنع عنه وتبدي غضبها ورفضها له ولتلك المعاملة، وعليها أن تمنع عنه المحبة والحنان إذا ظل في تعنيفه لها، وأن تظهر أنه لا مكان لضرب أو عنف بينهما في الحياة الزوجية.
وأوضحت أنه على الزوجة أن تسير على هذا النهج بقدر ما تألمت وشعرت بالمرارة، مع الوضع في الاعتبار عدم التمادي والاستمرارية في العقاب حتى لا يعنفها الزوج، وتقوم بذلك بتوازن وعقلانية فيمكنها أن تردعه كي لا يكرر التصرف معها بعنف أو يضربها، وإذا لم يردعه رد فعلها عن العنف، يجب أن تحتكم لشخص من أهله وشخص من أهلها، وإن لم يرجع عن عنفه معها، فالطلاق هو الحل المناسب.
لكن الشيخ يسري عزام خطيب وزارة الأوقاف يرى إن المعاشرة حق أصيل للزوج، ويجب على الزوجة أن تلبيه وقتما شاء، وإلا تكون آثمة إن امتنعت عنه، لأنها بذلك تجره "لواحدة أخرى"، وبالتالي يقع الزوج في المحرمات، لكنه أوضح أن من حق الزوجة على زوجها أن يكون هناك مقدمات قبل العلاقة الحميمية، وفق قوله تعالى "وَقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُمْ"، أي ألا تؤخذ العلاقة الجنسية بمتعة فقط لكن يجب أن يسبقها ود ومداعبة بحسب قوله.
وأكد "عزام" أن الملائكة ستلعن الزوجة التي امتنعت عن زوجها لمجرد المنع، وحينها تكون آثمة، فعلى الزوجة تلبية طلبات زوجها متى أرادها، ولا يوجد في الإسلام ما يسمى بـ"الاغتصاب الزوجي"، والعكس هو الصحيح فإن الزوجة المطيعة مكانها الجنة وفق ما ذكر في الحديث النبوي، "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت".
وقال إن الحديث يوضخ أن المرأة التي أطاعت زوجها تدخل الجن، مختتما بقوله: "وإذا كانت الزوجة متضررة من معاملة زوجها لها من تعنيف أو ضرب عليها أن تطلب الطلاق".