في كثير من الأحيان تكون تجربة الطلاق مزعجة لطرفيها وتحمل الكثير من التراكمات النفسية والتعقيدات المالية والاجتماعية، والترتيبات المتعلقة برعاية الأطفال وتنسيق التواصل معهم بين الشريكين، بالإضافة إلى مهمة شرح الإطار الجديد لعلاقة الأب والأم سوياً لهم وتحديد توقعاتهم تجاه ذلك بما يضمن لهم أعلى درجة ممكنة من الاستقرار النفسي والاجتماعي.

إذا كنت تمر/ين وشريك/ة حياتك بهذه المرحلة في حياتك، فهناك بضع خطوات يمكن أن تساعدكما على تحقيق علاقة صحية بعد الطلاق، أهمها:

أولا: امنحا نفسكما فترة كافية قبل معاودة الاتصال

لا ينبغي عليكما محاولة الاتصال ببعضكما البعض مباشرة بعد الطلاق، امنحا نفسكما فترة كافية كي تتعرفا على وضعكما الجديد وخلق إيقاع خاص لحياة كل منكما. بعد الانفصال، سيشعر كل منكما باختلاف جذري في الأولويات والواجبات والقدرة على استغلال الوقت، والاتصال في هذا التوقيت بينكما سيجعل هذه المرحلة أكثر صعوبة.

ثانيا: ابديا احتراما كافيا للخيارات الجديدة لكل منكما

بعد الانفصال، سيختلف نمط حياة شريكك/تك بشكل كبير عما عهدته من قبل. الانخراط في أنشطة جديدة، انشاء علاقات صداقة مع أناس مختلفين، بل ربما حتى تغيير الوظيفة. ينبغي التعامل مع هذه التغييرات باحترام كاف، وعدم انتقادها لتجنب مشاحنات غير ذات جدوى. تذكر/تذكري أن الوضع الجديد لا يسمح لكما بالتدخل في تفاصيل حياة الشخص الأخر,

ثالثا: الاتفاق على شكل واضح للعلاقة

ربما تكون فكرة جيدة أن يحاول كل منكما التحدث صراحة عما يتوقعه من الأخر في الشكل الجديد للعلاقة بينكما. هل هي صداقة أم هي مجرد علاقة طيبة؟ ما هي وتيرة الاتصال وطريقته؟ كيف يمكن لكما الوصول إلى قرار مشترك في شأن يخص الأطفال؟ تحديد شكل العلاقة سيعطي كل منكما فكرة واضحة عما هو مطلوب منه/منها الواجبات المنوطة به/بها

رابعا: الالتزام بالواجبات تجاه الأطفال

بعد الاتفاق على شكل العلاقة، ينبغي تحديد واجبات كل منكما تجاه الأطفال واخبارهم بهذه الواجبات. ما هي الأنشطة المسؤول عنها الأب في مقابل الأنشطة المسؤولة عنها الأم؟ كيف سيتم تقسيم الوقت بينكما كي تتاح للأطفال فرصة لقضاء فترات كافية مع كل منكما؟ ينبغي أيضا أن يتم التخطيط مسبقا للإجازات الطويلة  في الصيف أو المناسبات الخاصة كأعياد الميلاد.

خامسا: إظهار الاحترام للشريك الجديد

في حال ما إذا دخل أحدكما في علاقة جديدة، على الشخص الأخر إظهار الاحترام الكافي لهذا الشريك الجديد لأنه فعليا أصبح فردا في العائلة الكبيرة. الحديث بنبرة غير لائقة عن الشريك الجديد سيمنح الاطفال ضوءا أخضر لمعاملة هذا الشخص بصورة سيئة ما سيجعل علقاتهم بالأب والأم غير صحية وسيجعل قضاء وقت طيب أمرا في غاية الصعوبة.

الطلاق قد يكون تجربة صعبة على من يمران به، ولكن الأمور تصبح أصعب كثيراً عليهما وأطفالهما إذا اتخذت العلاقة بينهما إطاراً من التحدي والانتقام أو تمحورت حول إثبات خسارة الطرف الآخر وفشله في حياته الاجتماعية لاحقاً. فاحذرا ذلك لمواصلة حياتكما بشكل صحي.