رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مذبحتان في عيدي الفطر والأضحى.. آباء في ثوب قتلة: "عشان ولادنا يسبقونا للجنة"

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز -

02:55 م | السبت 25 أغسطس 2018

أطفال الدقهلية

60 يوما فصلت ما بين جريمتين هما الأبشع على المستوى العائلي، الأولى وقعت في عيد الفطر ببولاق الدكرور، بمحافظة الجيزة، والثانية في عيد الأضحى، بقرية ميت سلسيل التابعة لمحافظة الدقهلية، بينهما روابط كثير بينها أن "الأب" هو الذي قتل أبنائه، واختلقا عدة روايات لإبعاد الشك عنهما.

عند الكشف عن الجريمة الأولى قال "الأب"، وهو نجل الفنان المرسي أبوالعباس، والمتهم بقتل بناته الاثنين وزوجته خنقا داخل شقتهم في حي بولاق الدكرور غرب محافظة الجيزة، في عيد الفطر، أنه قتلهم عشان "يسبقوه للجنة".

وفي جريمة قرية ميت سلسيل قال "الأب"، المنسوب إليه تهمة قتل "ابنيه" "ريان" 5 سنوات و"محمد" 3 سنوات، نفس عبارة نجل الفنان المرسي أبوالعباس أثناء التحقيق معه، مساء أمس، "قتلت أولادي علشان يسبقوني للجنة".

أوراق الواقعتين احتوت على تفاصيل كثيرة، بينهما أن مرتكب الواقعة الأولى في الجيزة، كان يمر بأزمة نفسية سيئة بسبب تراكم الديون، ويتعاطى أقراصا مهدئة، والأب المتهم بقتل أبنائه في ميت سلسيل بالدقهلية، كان يمر بأزمة نفسية سيئة بسبب تراكم الديون عليه، ويتعاطي أقراصا مخدرة.

حين تشاهد الأحداث وكيفية الوصول إلى القاتل وكشف ملابسات الواقعة، تجد أن السيناريو يعيد نفسه مرة آخرى من عيد الفطر إلى عيد الأضحى مع اختلاف الأماكن وعدد الضحايا.

التحريات والأدلة التي من خلالها تحدد هوية مرتكبي الواقعة، جاءت كالتالي:

 

- مقتل الطفلين "ريان ومحمد"

مساء أول أيام عيد الأضحى المبارك، توجه محمود نظمي 33 سنة، عامل، إلى مركز شرطة ميت سلسيل، وتقابل مع رئيس المباحث، وأخبره بأنه ابنيه "ريان" 5 سنوات، و "محمد" 3 سنوات اختطفا منه أثناء وجودهما بصحبته في ملاهي البحر بميت سلسيل، وأكد آنذاك في المحضر أن أحد الأشخاص شغله بالحديث معه وأخبره بأنه صديقه منذ الطفولة وتفرقا منذ سنوات، حتى تمكنت سيدة منتقبة من خطف الطفلين.

أخطر اللواء محمد حجي مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الدقهلية، واللواء محمد شرباش، مدير المباحث، بتفاصيل البلاغ، وبدأت القوات في البحث عن الطفلين وفحص البلاغ.

بعد مرور 18 ساعة، عثرت أجهزة الأمن والأهالي على الطفلين غارقين في المياه أسفل كوبري فارسكور التابع لمدينة فارسكور بمحافظة دمياط، على بعد ما يقرب من 35 كيلو من مكان اختفائهم، حسب ما قال الأب في بلاغه باختطاف الطفلين.

تبين من خلال الكشف الطبي المبدئي عدم وجود إصابات ظاهرة في جسدا الطفلين أو تعدي جنسي عليهما، وأن الموت كان غرقا، وبدأت القوات في فحص خلافات الأب، وأثناء مناقشته مرة آخرى قال أنه على خلافات مع تجار آثار وأنهم قتلوا أبنائه بسبب خلافات مالية معهم، وروى أيضا بأنه على خلاف مع تجار مخدرات بسبب "طربة حشيش"، كما أكد وجود خلافات مع زوج خالته على قطعة أرض ميراث تطورت إلى تهديد بالقتل وقد يكون وراء واقعة قتل طفليه.

 

 - "الأب" يلقي بطفليه أحياء في المياه

بعد مرور 72 ساعة من التحري والفحص، توصلت التحريات التي أشرف عليها اللواء جمال عبدالباري مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن، واللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، عن كذب روايات الأب الثلاثة، ولا توجد خلافات على آثار ولا مواد مخدرة، وأن الخلافات مع زوج خالته لا تصل حد قتل الأطفال، كما أكدت التحريات أيضا كذب رواية الخطف للأطفال، وتبين أنه لم يتقابل مع أشخاص غرباء، وخرج بصحبة طفليه في وقت معاصر لتوقيت الخطف من الملاهي، وهو ما أظهرته كاميرات المراقبة بالملاهي.

تلك الأدلة التى جمعتها القوات، رحجت بشكل كبير إلى أن الأب هو مرتكب الواقعة، هو قاتل أبنائه، وعقب ذلك تم استئذان النيابة العامة، باستدعاء الأب مرة أخرى للمثول أمام فريق البحث، لمناقشته حول الواقعة، ومواجهته بالأدلة المادية، وتم اقتياد المتهم إلى مركز الشرطة، ومثل المشتبه فيه بارتكاب الواقعة أمام اللواء محمد شرباش مدير المباحث وبدأ في استجوابه ومواجهته بالأدلة التي أكدت كذب رواية خطف طفليه على يد سيدة منتقبة بعد تفريغ الكاميرات التي أكدت بأنه خرج بصحبة الأطفال في توقيت معاصر لاختفائهما، أيضا لم يحدد الأب من هو صديقه الذي توقف معه أثناء واقعة الاختفاء، ولم يتلق الأب أي اتصالا هاتفيا يؤكد بأن هناك دوافع للخطف سواء مبالغ مالية أو خلافات مع أحد الأشخاص، وبعد مرور 18 ساعة عثر على جثتي الطفلين في ترعة فارسكور.

وجاء في تحريات المباحث أنه عند مواجهة الأب بتلك الأدلة، اعترف بارتكابه واقعة القتل، وقال في محضر الشرطة إنه قتل طفليه بسبب مروره بضائقة مالية، وتخلص منهما بإلقائهما من أعلى كوبري فارسكور إلى المياه، وانتظر حتى تأكد من وفاتهما وذهب إلى القسم واختلق واقعة الخطف، وقال في المناقشة: "قتلتهم عشان يسبقوني للجنة".

 

 -"عشان يسبقوني للجنة":

مشهد المناقشة الذي جمع مدير مباحث الدقهلية، والأب المنسوب إليه تهمة القتل العمد لطفلية في ميت سلسيل بالمحافظة، كان قد تكرر في عيد الفطر، وجمع بين اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث بالجيزة، و"صلاح"، نجل الفنان المرسي أبوالعباس، المنسوب إليه تهمة قتل بناته الاثنتين وزوجته خنقا لمروره بحالة نفسية سيئة بسبب تراكم الديون عليه بمنطقة بولاق الدكرور، بدأ بالزوجة، هبة 37 سنة، وخنقها بـإيشارب وهي على سجادة الصلاة، ثم كتم نفس ابنته الصغرى، حبيبة، 10 سنوات، بمخدة، ثم خنق ابنته الكبرى، جنة الله، 14 سنة، بسلك تليفون، بسبب تراكم الديون عليه منذ 3 سنوات.

وادعى المتهم بقتل طفليه وزوجته أن مجهولا دخل الشقة وسرق مبلغ 340 ألف جنيه من الشقة، ولكن التحريات والآدلة كشفت تفاصيل الجريمة وأكدت أنه مرتكب الواقعة.

وجاءت تفاصيل المشهد، أنه بعد مرور 5 أيام من العمل من خلال جهات التحقيقات الأمنية والقضائية، بعد الإبلاغ عن تلك المذبحة، انتقل فريق من المباحث تحت إشراف اللواء محمد عبدالتواب نائب الإدارة العامة للمباحث، وأجرت القوات معاينة، وأظهرت المعاينة التي أجراها فريق من ضباط مباحث غرب الجيزة تحت قيادة المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور والرائد طارق مدحت معاون المباحث، سلامة منافذ الشقة التي تقع في الطابق الثالث بالعقار المكون من 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ، "مسرح الجريمة"، وجود مشغولات ذهبية والهواتف المحمولة الخاصة بالضحايا، ما يؤكد أن الجاني دخل بطريقة شرعية، أيضا تلقى الضحايا اتصالات كثيرة في توقيت زمني قبل مغادرة الأب الشقة، حسب ما قال في محضر الشرطة في المناقشة الأولى، وهذا يكذب روايته.

التحريات أكدت أن الزوجة حسنة السمعة وليس لها اختلاط بأحد، وتتمتع بسيرة طيبة بين الجيران وسكان المنطقة، الكاميرات لم تلتقط أحدا دخل أو خرج من العقار في وقت معاصر للجريمة.

وجاء في التحريات، أن المبلغ المالي الذي أبلغ الأب أنه تم سرقته في أثناء ارتكاب الواقعة، تأكد أن الأب تحصل عليه قيمة بيع شقة "ميراث"، تم وضعه في حسابه وبدأ في تفعيله في البورصة.

تلك الأدلة بجانب أقوال أسرة الضحية، وأيضا الجيران، وأصدقاء الأب، تم مواجهته قرابة 7 ساعات متواصلة بها، والتي أكدت تورطه في ارتكاب الواقعة، وبعد تضيق الخناق عليه، اعترف بارتكاب الواقعة، وقال للواء رضا العمدة: "قتلتهم عشان يسبقوني للجنة".