تقاليع تجميلية جديدة يستحدثها البعض بين الحين والآخر، تواصل الانتشار بين الشباب والشابات حتى تتراجع بمرور الوقت، ويحل محلها أفكار أخرى قد تلقى إعجاب أو انتقادات الكثيرين، من بينهم صيحة اللسان المشقوق التي شهدت انتشارًا واسعًا خلال الفترة القليلة الماضية، وسط تساؤلات البعض حول أسباب ظهورها وآثارها الإيجابية والسلبية.

وتعتمد تلك الصيحة على شق اللسان من المنتصف، إذ يلجأ إليها البعض بهدف الحصول على شكل غير تقليدي، خاصة لسهولة وسرعة إجراءها عند الطبيب المختص، فيما يعتقد آخرون أنها تضمن المزيد من المتعة الجنسية لدى الشريكين، دون التأثير على قدرة الشخص على التحدث والتذوق بشكل طبيعي.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بعض الصور والمقاطع المصورة، التي تظهر أشخاصًا اتبعوا تلك الصيحة، الأمر الذي نتج عنه ردود فعل متباينة بين إعجاب البعض بشكلهم، وانتقادات آخرين الذين اعتبروها تشويهًا للمظهر الطبيعي للجميع.

ومن جانبهم، حذر باحثون من كلية جراحة الأسنان في الكلية الملكية للجراحين والرابطة البريطانية للجراحين الترميميين والتجميليين في بريطانيا، من اتباع تلك الصحة، لإمكانية تسببها في حدوث النزيف والعدوى وتلف الأعصاب الدائم، وفقًا لصحيفة "ميرور" البريطانية.

وعلى الرغم من كون تقسيم اللسان إجراء غير قانوني حاليًا في إنجلترا وويلز، فقد أوضح الباحثون أنه لا يزال هناك بعض الغموض حول استخدامه في بقية المملكة المتحدة.

كما حذرت سيلينا ماستر، نائب عميد كلية جراحة الأسنان بكلية الجراحين الملكية، من اتباع تلك الجراحة بسبب النتائج المروعة التي يمكن أن تنتج عنها، قائلة: "من المهم للغاية أن يدرك الناس أنهم يعرضون أنفسهم لخطر كبير لفقدان الدم والالتهابات وتلف الأعصاب ومشاكل القدرة على التنفس أو البلع".

وأشار الخبراء إلى المخاطر الصحية الناتجة عن ثقوب اللسان، وتشمل صعوبة الاستنشاق والبلع، وكسور الأسنان، وتلف اللثة، والآفات الفموية، بالإضافة إلى  إمكانية الحصول على ردود فعل عكسية عند التخدير الموضعي، والتورم الذي يمكن أن يؤدي إلى صعوبة التنفس.

والمثير للقلق أن أكثر من نصف ثقوب اللسان وثقب واحد من كل خمسة ثقوب بالشفتين، لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا، يُعتقد أنها تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

ونصحت "ماستر" بعدم اللجوء لإجراء ثقوب شفوية أو شقوق اللسان، ولكن عند حدوث ذلك بالفعل، وجهت بضرورة  متابعة الأشخاص لطبيب أسنانهم بانتظام، حتى يمكن مراقبة تأثير ذلك على صحة الفم عن قرب.