رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

"الستات بترغي كتير ليه؟".. علم النفس والدراسات تجيب

كتب: روان مسعد -

07:22 م | الأربعاء 15 أغسطس 2018

صورة أرشيفية

دراسة حديثة صادرة مفادها أن المرأة تتحدث 20 ألف كلمة في اليوم، بينما يتحدث الرجل 7 آلاف كلمة فقط، كانت كفيلة لتفجر الخلاف العلمي، و"المجتمعي" بين الرجل والمرأة، فما لبث الجنس "الخشن" بأن سمع الدراسة حتى بدأ في "معايرة" الجنس "اللطيف"، بأنهن ثرثارات كثيرات الشكوى والحديث.

أجريت تلك الدراسة بجامعة مريلاند الأمريكية بواسطة فريق من علماء الأعصاب وعلماء النفس بقيادة مارجريت مكارثي، وقالت إن السبب الأساسي وراء ثرثرة النساء هو بروتين Foxp2، المسؤول عن النطق والأصوات في الكائنات الحية، والذي يوجد لدى الإناث بنسبة 30% أعلى من نظيرتها عند الرجال، وكانت الدراسة في الأساس تقام على فئران التجارب، حينما لاحظوا أن الفأر الذكر يصدر أصواتا أكثر حدة وأكثر ثرثرة عند الابتعاد عن أمهاتهم بينما إناث الفئران لم يصدروا أصواتا مثل الذكور، وكان هذا البروتين متوفر في أدمغة ذكور الفئران.

تقابل تلك الدراسة عدة دراسات أخرى تقول العكس، وفق ما ذكر موقع "أنا أصدق العلم"، حيث سرد دراسة عن عدد من الأفراد الذين طلب منهم إقامة مشروع سويا، وجرى وضع جهاز لقياس عدد الكلمات والتفاعل لرصد الاختلاف بين الإناث والذكور، وجد الباحثون أن النساء أقل مشاركة في المحادثات قصيرة وطويلة المدة أثناء استراحة الغداء، وكانت النساء تحب الدخول في نقاشات طويلة في الدوائر الصغيرة، بينما الرجال يتحدثون عندما تتكون مجموعات من 6 أفراد أو أكثر، لذا كشفت النتائج أن الأعداد تلعب دورا كبيرا في ما إذا كانت المرأة والرجل يتحدثان، وأن المرأة ليست دائما تتحدث أكثر من الرجال.

يتفق حسين أحمد مع تلك الدراسة، فهو يرى أن السيدات لا يتميزن بالرغي مقارنة بالرجال، بل هن فقط لديهن مهارات تواصل وتركيز في التفاصيل بشكل أكبر وأدق من الرجال، لذا يتناقشون في أمورة عادة لا تدخل في دائرة اهتمام الرجل، يقول حسين، "مراتي مثلا مش بتتكلم كتير خالص وده أحيانا بيعملنا مشاكل أسرية وعائلية".

ويضيف الرجل الثلاثيني بأن حالات السيدات تختلف من واحدة إلى أخرى، كما أن الرجال بينهم الكثير ممن يتكلمون كثيرا خاصة إذا كان يحيطه عدد كبير من الرجال.

جمع موقع "العلوم الحقيقية" المختص بالدراسات، نتائج 73 دراسة عن الأطفال، حيث وجد الباحثون الأمريكان، بأن الفتيات الصغيرات يتحدثن بمعدل أكبر من الصبيان لكن فقط بمقدار ضئيل جدا، ووجد هذا الاختلاف عندما كانوا يتحدثون إلى والديهم، لذا ذهب الباحثون إنه لا يوجد اختلاف فعلي في الحديث بين الأطفال، وبدأ هذا يطرح تساؤلا ماذا عن البالغين؟.

تقول كامبيل ليبر، الباحثة في علم النفس من جامعة كاليفورنيا، إن عالم النفس الذي وجد الاختلاف الصغير جدا بين الأطفال، أقام تحليل إحصائي لنتائج مجموعة كبيرة من الدراسات المختلفة للتأكد من صحة ما إذا كانت النساء ثرثارة أم لا، ووجدت دراستين فقط أن النساء يتحدثن أكثر من الرجال، بينما وجدت 34 دراسة أخرى أن الرجال يتحدثون أكثر من النساء، وأقيمت تلك الدراسات في ظروف وبطرق مختلفة.

رغم كل تلك الدراسات والأبحاث يظل الرأي السائد عن المرأة بأنها "رغاية"، وتشرح الدكتور سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الأسباب، قائلة "إن السيدات بتحب تخرج كل اللي عندها وتتكلم، بس الرجال أكثر قسوة وجمود".

وأضافت أن السيدات يخلقن "التلاتكيك" للتحدث عن كل الأمور الشخصية والعامة، وتختلف قدرات النساء على الحديث من العاملة لربة المنزل، فهي مجبرة مثلا على التحدث مع طفلها أكثر لتعلمه الكلام وتكسبه مهارات، وفي العمل مجبرة على التحدث مع زملائها ونقل تجاربها للأصدقاء، بينما "الراجل كل مهمته ياكل ويشرب وينام ويروح الشغل"، هذا بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية التي تمتاز بها السيدات، وفقا لسامية، وخاصة في الكبر، "تلاقي الجدة مجمعة الأحفاد والعيلة كلها عندها، الراجل بيكبر يبقى عايز يقعد لوحده لغاية ما يموت"، لذا فإن كان هذا الرأي سائد فهو بسبب طبيعة المرأة الاجتماعية وقدرتها على تطوير اللغة والتواصل مع الكبار والصغار.

تؤيد نورهان رؤوفن دكتور سامية في تحليلها لثرثرة السيدات، فالفتاة التي تبلغ من العمر 30 عاما، ترى أن قدرة السيدات على الرغي تنبع من الموقف وما تتعرض له من أحداث يومية تجبرها أحيانا على التحدث كثيرا، وهو أمر لا يجب أن يستند على نوع سواء ذكر أو أنثى، وإنما على طبيعة الشخص نفسه وقدرته على الكلام، تقول نورهان، "ليا زملاء في الشغل الرجالة بيهروني رغي وكلام عن بيتهم وزوجاتهم، وفي بنت مسمينها سايلنت من كتر ما احنا مش بنسمع صوتها"، لذا فإن التعميم وإبراز المرأة بأنها منبع "الرغي" وفقا لنورهان التي تعمل في الموضة وتفصيل الملابس غير دقيق.

ثلاثة أشياء في مخ المرأة تتفوق فيها عن الرجال وفقا للدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أولها أنها دقيقة في الحسابات والقراءات، لذا هي مدبرة جيدة وتؤدي دور "ميزانية البيت"، أفضل من الرجل، وتتفوق المرأة كذلك في مهارات الكلام والاستدلال الكمي والكيفي، لذا لديها دائما حجج وتنتقل من موضوع لآخر وتستطيع البرهان على كلامها، "عشان جديدة أحيانا تبان أنها رغاية"، وآخر شيء هو الذاكرة القوية وما تتعلمه لا تنساه بسهولة ولديها قدرات على الكلام عن تلك الذكريات.

وأضافت العيسوي، "الراجل معندوش مهارات الإقناع بالكلام"، وليبرهن عن وجهة نظره في الغالب يكون بالتصرفات والأفعال التي لا يسبقها أو يعقبها تعبير لغوي.