بوجه أبيض وملامح هادئة حزينة وأعين عسلية، جلست الشابة العشرينية "م. م"، على الدكة الخشبية أمام أحد قاعات محكمة الأسرة في الكيت كات، متوشحة بطرحتها السوداء وعبائتها الرثّة يبدو عليها ، بجانب والدتها السيدة الخمسينية التي تبدو على ملامحها الانهاك من تعب الزمن.

تروي الفتاة حكاية طلبها للخلع من زوجها "أ. س" الشاب الثلاثيني، بصوت حزين، قائلة: "كنت فاكرة هيبقى سندي في الدنيا من بعد أبويا ممات.. لكن كل أحلامي انهارت في أول ليلة".

وتابعت: "وافقت على الزواج بسرعة لأول عريس خبط على الباب.. مكنتش أعرفه ولا عيشنا سوا قصة حب زي باقي البنات.. بس كنت مضطرة اتجوز عشان ألاقي حد يساعدني في الحياة أنا وأمي.. لأننا عايشين لوحدنا ومحتاجين راجل يبقى سندنا في الدنيا".

وأضافت: "لكن الموضوع مكانش كدا.. اتفاجئت في يوم الصباحية بأهله داخلين في البيت.. بدل ميباركوا لي أنا وهو لاقيتهم بيفتحوا دولابي وحاجتي ويسرقوا كل حاجة.. ولما قلتلهم في إيه.. ضربوني علقة موت ورموني برا الشقة وجوزي واقف يتفرج.. صحيت لقيتني في المستشفى مكنتش حاسة بحاجة إلا وجود أمي جنبي".

وقالت الزوجة المكلومة: "حتى بعد ما اتحجزت في المستشفى مكفهمش اللي عملوه في.. جولي وضربوا أمي كمان وشتمونا عشان ملناش حد  نتسند عليه.. حاليا وضعي سيء حامل ومفيش حد يصرف علي وجوزي ولا بيسأل في".

وتابعت: "مبقتش عايزة حاجة من الدنيا غير الخلع وإن جوزي يدفعلنا نفقة تعيشني مستورة"، موضحة أنها رفعت دعوى الخلع في محكمة الأسرة بإمبابة وقررت أولى جلساتها بتاريخ 8/8/2018.