رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

"فاطمة" وزوجها بلا قدمين على "كوبري الشقا".. راحت الصحة والحياة "لسة فيها رمق"

كتب: إيمان مصطفى -

03:46 م | الأحد 05 أغسطس 2018

فاطمة تجمع بقاي المخلفات زحفا على كوبري السواح

ضنك العيش وضيق الحال، اعتادتا عليه "الست فاطمة"، فلا هي تَسُب الدهر على حظها الفقير، ولا هي تشكو للرائح والغادي من تعسر حياتها، فقبل غروب شمس كل يوم تخرج السيدة الأربعينية بحثًا عن رزق أولادها أعلى كوبري السواح، لا تملك سوى يدين أصابتهما الخشونة تزحف عبرهما نحو المخلفات البلاستيكية والمعدنية من الأكواب والزجاجات الفارغة تجمعها من القمامة، بعدما أفقدها الحزن قدميها، تضع على رأسها شوالًا تجمع فيه كل ما يقع في يدها، قبل أن تعود أدراجها نحو غرفتها الصغيرة المتهالكة أمام كوبري الدلتا بطريق الإسماعيلية.

قبل 12 عامًا، أصيبت "الست فاطمة" بصدمة عصبية بسبب سوء أحوال أبناءها وضيق الحال والمعيشة، لتعاني بعدها من ترخية في الأعصاب جعلتها تعجز عن المشي على قدميها نهائيًا، لم تعاني وحدها، بل سبقها زوجها عصام عبدالغني، البالغ من العمر 48 عامًا، بحادث غيّر مجرى حياته منذ 23 عامًا، فذات يوم وهو متجه للأقصر تعرض لحادث قطار أدى إلى بتر قدميه، أفقده عجزه القدرة على البحث عن عمل، لم يجد مخرجًا سوى التسول.

5 بنات وولدين، كل ما تملكه "الست فاطمة" من حظ الدنيا –مثلما تحب أن تقول- فابنتيها "مللك" و"رشا" تزوجتا لكن دون جهاز عرائس، أما "مروة" و"نورا" و"زينب" فيعيشنّ معها، فيما سلك "محمد" طريق إدمان مخدر "الاستروكس" ما تسبب في إصابته بتخلف عقلي، أما الابن الأخير "مؤمن" فيعمل نقاشًا فيحصل على أجره يومًا ويبقى عاطلًا أيامًا عديدة.

في آخر كل يوم، تعود "فاطمة" إلى غرفتها حيث الأريكة المتهالكة والدولاب الصغير وبوتاجاز بدائي وفراش وحيد على الأرض، تضيف كومًا من المخلفات إليها، وبعد شهر أو 3 أشهر تبيع الأكوام مقابل ما يتراوح من 100 إلى 300 جنيه، ترفض خروج بناتهنّ إلى العمل وتتمنى أن يصبحن "ستات بيوت"، تعتقد أن عملهنّ عيب "عيب البنات تشتغل.. خليهم يبقوا ستات بيوت أفضل". ومع كل صباح، تتجدد أمنية "فاطمة" في غرفة أرحب، في دورة مياه تغنيها هي وأولادها عن الذهاب لقضاء حاجتهن في دورة مياه شركة الحديد والصلب المجاورة لمحل سكنهم، وعن ملأ المياه من الشارع، لا تحلم سوى بمعاش بسيط يسد حاجتها وحاجة أبنائها.

الكلمات الدالة