رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

قتل جدته لسرقة "تحويشة العمر": "كانت بخيلة وصندوقها طلع فاضي"

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز -

04:34 م | الإثنين 30 يوليو 2018

صورة أرشيفية

داخل منزل ريفي بقرية الفهميين بمدينة الصف، التي تقع جنوب محافظة الجيزة.. كانت هناك جريمة قتل.. الشاب العشريني استعان بصديقه.. لقتل جدته لسرقة أموالها التي تتدخرها في صندوق خشبي.. وبعد ارتكابهما الجريمة فتحا الصندوق ولكنه "طلع فاضي.. مفيش فيه أي مبالغ مالية".. التفاصيل التى جرت بشأن الواقعة منذ بداية العثور على الجثة وحتى إلقاء القبض على المتهمين كانت في نهاية يناير الماضي، وتم حبس المتهمين على ذمة القضية، حتى أحالته نيابة الصف إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة.

ملف القضية يحتوي على تفاصيل كثيرة التى جاءت كالتالي:

- الجدة.. اتقتلت:

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة يوم 28 يناير الماضي، اتجه موظف إلى مركز شرطة الصف، والتقى برئيس مباحث مركز الصف، وقال آنذاك: "اسمي (نعمان محمد - 55 عاما)، موظف في شركة مقاولات، مقيم في منزل مكون من ثلاثة طوابق بقرية الفهميين بالصف.. واستكمل كلامه لرئيس المباحث بوقوع جريمة قتل في منزل، وأن والدته اتقتلت قائلا: "النهاردة الصبح فوجئنا إن أمي اتقتلت وصندوق الفلوس بتاعها فاضي".

عقب تلقي البلاغ، انتقل رئيس مباحث الصف، إلى مكان الجريمة، وأوضحت المعاينة التي أجرتها القوات وسجلتها في محضر الشرطة، أن الجريمة وقعت في منزل بسيط مكون من 3 طوابق، وعثرت القوات على المجني عليها "اعتدال" (81 عاما) ربة منزل "جثة هامدة"، على سرير غرفة نومها في الطابق الأول.

المعاينة أكدت أنّ هناك آثار خنق على الرقبة وكدمة في العين اليمنى، واختفاء مشغولات ذهبية كانت ترتديها الضحية "سلسلة وخاتم"، طبقا لما أكده نجل المجني عليها لضباط المباحث خلال المعاينة، والصندوق الذي تدخر فيه أموالها مكسورا وفارغا.

- الضحية.. كانت "بخيلة":

لم يختلف أحد من أهالي قرية الفهميين في وصف المجني عليها "اعتدال" بأنّها "بخيلة"، ولا يشغل بالها منذ وفاة زوجها قبل عدة أعوام سوى جمع المال، فالجميع يعرف أنّ لديها صندوقا خشبيا تدخر فيه أموالها، لكن لا أحد يعلم المكان الذي تخبئ فيه الضحية الصندوق، سوى أفراد أسرتها.

يقول إبراهيم نعمان نجل الضحية، لـ"الوطن"، إنّه يقيم مع والدته في المنزل المكون من 3 طوابق، هو وشقيقه الآخر، وله 3 شقيقات، وأنّ والدته أُصيبت قبل 3 سنوات بحالة إعياء شديدة، وتتحرك بصعوبة بسبب سنها.

وتابع نجل الضحية: "يوم السبت الماضي، فوجئت بزوجتي تخبرني أنّ والدتي لا تتحرك، اتجهت إلى غرفتها ووجدتها جثة هامدة، ووجدت الصندوق الذي تخبئ فيه الأموال مكسور وملقى بجوار سريرها".

ينهي نعمان حديثه، قائلا: "معرفش إيه اللي حصل لا أنا ولا إخواتي، في المنطقة عارفين إن أمي معاها فلوس وبخيلة، واللي قتلها كان عايز يسرقها، وسرق السلسلة والخاتم بتوعها، لكن أنا مش هظلم حد، ربنا ينتقم من اللي عمل كده، رغم إن هي كانت بخيلة، بس هي اللي جوزتنا وكانت بتساعدني عشان أصرف على ولادي".

- الحفيد الذي قتل جدته:

عقب انتهاء المعاينة، بدأ رجال المباحث البحث عن مرتكبي الواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي انتقلت إلى مكان الواقعة، وناظرت الجثة وقررت عرضها على الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة، وطلبت النيابة تحريات المباحث لتحديد هوية المتهمين لصدور قرار ضبط وإحضار لهم.

عقب ذلك، وضع اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، خطة بحث وتحر قادها اللواء محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، وبإجراء التحريات ومناقشة أسرة الضحية والجيران، وبعد مرور 6 ساعات، توصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة حفيد المجني عليها وصديقه، وأنّهما قتلا الضحية لسرقتها، طبقا لما ورد في تحريات المباحث التي قدمتها للنيابة العامة، لصدور قرار ضبط وإحضار المتهمين.

وضمت التحريات أيضا، أدلة مادية وأقوال شهود، وهي كالتالي: "العثور على مبلغ مالي داخل منزل المتهم الثاني، مشاهدته وهو يهرب من أعلى سطح عقار إلى منزله الملاصق لمنزل الضحية، سوء سلوك حفيد الضحية المعروف عنه تعاطي المخدرات"، وأصدرت النيابة قرارا بضبط وإحضار المتهمين، وانطلقت مأمورية من المباحث وألقت القبض على حفيد الضحية وصديقه.

- قتلناها.. وصندوق الفلوس طلع فاضي:

أوضحت تحريات المباحث، أنّ المتهم الأول مصطفى (25 عاما) حداد، اعترف بتفاصيل الواقعة، وأنّه ارتكبها بالاشتراك مع صديقه "محمود" (23 عاما) عامل.

ـ كنت عايز فلوس ماتت في إيدينا:

حسبما ورد في محضر الشرطة، فإنّ المتهم الأول أجاب عن تفاصيل الجريمة، وأنّه اتفق مع المتهم الثاني على قتل جدته لسرقتها، لمرور المتهم الثاني بضائقة مالية، وفسخ خطبته لعدم قدرته على الزواج، وأنه اتفق مع المتهم يوم الجمعة الماضي على الخطة، التي تضمنت "شراء لاصق طبي لتكميم فم الضحية خلال ارتكاب الواقعة"، وحدد المتهم منتصف ليل الجمعة لتنفيذ الجريمة، حيث تنام نساء المنزل مبكرا، لانشغالهم في فترة الظهيرة بتنظيف المنزل.وبحسب محضر الشرطة، حضر المتهم الثاني إلى الأول، من أعلى سطح العقار، وبدأ الاثنان تكتيف الضحية بـ"إيشارب" وتكميم فهمها بشريط لاصق، وسرقة 3 آلاف جنيه وسلسلة ذهبية وخاتم، وبكسر الصندوق وجدوه فارغا، ولا يحتوي على أي أموال، وعندها هدد جدته لإجبارها على الكشف عن مكان أموالها، اكتشف أنّها لفظت أنفاسها الأخيرة.

وذكرت التحريات أيضا، أنّ المتهم الثاني اعترف بتفاصيل الواقعة، في محضر الشرطة، وأرشد عن المشغولات الذهبية المسروقة من الضحية، التي وضعها في لوحة مفاتيح الكهرباء بالمصنع الذي يعمل به.

ـ المتهمين أمام الجنايات:

عقب الانتهاء من التحقيقات آنذاك، تم إحالة المتهمين للنيابة وقررت حبس المتهمين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وعقب تجديد حبسهم لمدة 6 أشهر، أصدرت النيابة تحت إشراف المستشار حاتم فاضل المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، قرارا بإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة الجنايات، بتهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة، باشر التحقيق واعد قرار الإحالة محمد على حمودة رئيس نيابة الصف.