رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالفيديو| "الحب ينتصر على العقم".. نجاح أول عملية زرع رحم في لبنان

كتب: الوطن -

09:13 م | الأربعاء 25 يوليو 2018

صورة أرشيفية

عيب خلقي نادر ولدت به الشابة الأردنية رهام شحادة، 26 عاما، كان يجب عليها أن تتعايش معه بعد أن ولدت دون رحم، ورغم كل الآلام النفسية وقساوة الحرمان، إلا أنه لم يكن سهلاً عليها أن تعيش مع تلك الفكرة، فهي تلك الطفلة التي كانت تلعب بعرائسها ويراودها حلم الأمومة منذ نعومة أظافرها إلا أنها عندما أصبحت شابة وزوجة بات الأمر يسبب لها معاناة نفسية رغم علم وقبول زوجها بحالتها الطبية من قبل الزواج، لكنها لم تيأس من رحمة الله وظلت تبحث في تقدم العلم عن حل لمشكلتها، إلى أن وجدت بحثا علميا بطلته الطبيبة اللبنانية راندا عاقوري.

"عامان من العذاب" عاشتهما رهام وأسرتها في انتظار العملية، التي تعد الأولى من نوعها في العالم العربي، فحسبما ذكرت "النهار اللبنانية"، لم تقف مشكلة العقم في وجه الحب، لم يتخلَّ زوجها عنها رغم معرفته المسبقة بحقيقة وضعها الطبي.

قرّرا سويا البحث عن علاج يُحقق حلمهما، فمن الأردن إلى لبنان، قطعت رهام المسافة لتكون الشاهدة الأولى على ولادة حلمها. سنتان من التحضير والفحوصات والمتابعة، وفي 21 يونيو دخلت رهام إلى غرفة العمليات، وخضعت لأول عملية زرع رحم في لبنان والمنطقة.

لم تكن والدة رهام لتقبل ان ترى ابنتها حزينة ومحرومة من شعور الأمومة، كانت مستعدة لفعل اي شيء لمساعدتها. وهل هناك أغلى من حب أمٍّ لابنتها؟ لقد أعطتها الحياة، وهي اليوم تتبرع لها لتُعطيها الحياة. وهبتها رحمها الذي حملها، وهي اليوم ستحمله في أحشائها حتى ينمو داخلها ويصبح قادرا على حمل الجنين.

18 ساعة في غرفة العمليات، بين المتلقّية والواهبة. استئصال ومن ثَمَّ زرع. هكذا تبرّعت والدة رهام التي تبلغ من العمر 50 عاماً برحمها لابنتها البالغة 26 عاما. استغرقت عملية استئصال الرحم حوالى 12 ساعة وزراعته 6 ساعات. نجاح العملية جعلنا نشهد على أول عملية زرع في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذا الإنجاز اللبناني سطّر نجاحا عالميا، حيث يوجد 10 مراكز في العالم تُجري هذا النوع من الجراحة.

في مستشفى ومركز بلفو الطبي، كان الحدث الطبي الكبير، اليوم كان الإعلان عن نجاح أول عملية زرع رحم في لبنان ضمن برنامج بحث علمي، أجراها فريق طبي لبناني بالتعاون مع فريق طبي سويدي متخصص بقيادة البروفيسور ماتس برانستورم والطبيبة اللبنانية رندة عاقوري. إنجاز لبناني سيغيّر حياة العديد من النساء غير القادرات على الإنجاب بسبب عدم وجود أو اختلال في الرحم.

تشير التقديرات إلى أن عدد النساء المصابات بهذا النوع من العقم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا يصل إلى 100000 حالة. طريق طويل على المرأة أن تجتازه في مرحلة الزرع، المشوار ليس سهلاً، إجراءات وفحوصات وتقييم طبي ونفسي للتأكد من أنها مؤهلة لإجراء هذه العملية.

في العام 2016، وقع الاختيار على مستشفى ومركز بلفو الطبي لإجراء عملية زرع الرحم، فوقّعت المستشفى مع جامعة جوثتبرج في السويد على اتفاقية الاختبار ليصبح بين الأوائل عالميا، الذي يجري اختبار زرع رحم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقا للمعايير عالية الجودة.

بصمات عدة طبعت هذا الإنجاز اللبناني لفريق من الاختصاصيين اللبنانيين في عمليات الزرع والجراحة النسائية. ومن بين هؤلاء الجنود في الظل، الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد الدكتور عبود الذي قال: "لقد نجحنا في تلقيح البويضات وتجميد 8 أجنّة إلى حين مرور 9 أشهر على الزرع والتأكد من صحة الرحم وقدرته على الحمل طبيعيا. ومن ثمّ نزرع جنيناً او اثنين في الرحم لتحقيق حلم الأمومة. التحدي الأكبر ينتظرنا في ولادة اول طفل بعد زراعة الرحم. المريضة كانت من دون مهبل ومن دون رحم، لذلك خضعت لجراحة مهبل، ومن ثم لزرع رحم من والدتها، لكنها تملك مبيضا طبيعيا، وهذا أهم عنصر لنجاح الحمل".

وشارك الدكتور عبود في عملية استئصال الرحم من الوالدة ليتم زرعه في جسد رهام. استغرقت العملية وفق عبود "حوالى 8 ساعات. ويعتبر استئصال الرحم أصعب من زرعه، إنها عملية دقيقة جدا. وتبرعت والدتها برحمها بعد سنة على سن انقطاع الحيض. علما بأن هذه العملية استغرقت سنتين من التحضير للتأكد من التطابق وعدم وجود اي مشكلة لرفض هذا الرحم المزروع".

في هذا الصدد، تحدث وزير الصحة غسان حاصباني قائلاً: "إن هذا الإنجاز يعطي الأمل لكل امرأة تريد الإنجاب وهي عاجزة عن ذلك لأسباب خلقية أو صحية في الرحم. لذلك سعينا كوزارة صحة ومن ضمن الأهداف التي وضعتها وزارة الصحة أن يكون لبنان سبّاقا في الإبداعات والإنجازات الطبية والمحافظة على المعايير الصحية لضمان حقوق المريض وسلامته. إن تطوير القطاع يعني بالدرجة الأولى تأمين صحة الإنسان بعيدا من الخلافات والمناكفات السياسية والمذهبية. لأن القطاع الصحي هو قطاع الإنسان وليس قطاع السياسة. ولن نسمح لأحد ان يشوّه صورة لبنان وسمعته الطبية، لبنان سيبقى سبّاقا ورياديا في هذا المجال".

ووجه وزير الصحة التحية إلى فريق المستشفى قائلا: "إن هذا الفريق كان حريصا على أن تُجرى العملية ضمن الإطار الصحيح، ما يسهم في إعطاء صورة مشرقة عن لبنان من ناحية الإنجازات رغما عن كل الذين يبذلون جهدهم من داخل لبنان أو من خارجه لتشويه صورة لبنان والتشويش على الذين يعملون بالأسلوب الصحيح. ونحن نقول لهؤلاء: غصبا عنكم، إن الذين يعملون بالشكل الصحيح سيجعلون من صورة لبنان صورة مشرقة وصحيحة".

من جهته، قال المدير الطبي ونائب الرئيس عن الشؤون الطبية في مستشفى ومركز بلفو الطبي: "إننا فخورون جدا بأن نكون بارقة أمل للبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومسرورن جدا بنجاح أول عملية زرع رحم تضع لبنان في قائمة البلدان العشرة عالميا التي تعيد الأمل إلى النساء غير القادرات على الإنجاب".