أمام فرشة بسيطة بها بصل وثوم وبعض الخضراوات، جلست راضية محمد أحمد، فى عقدها الخامس، تبدو على وجهها علامات التعب، وهى تحكى لـ«الوطن» قصتها: «جيت من الصعيد معايا ولدين وبنت بعد ما جوزى مات من 10 سنين، قعدت فى شقة صغيرة مع ولادى، وابنى الكبير مابيشتغلش وعياله قاعدين معايا، واشتغلت فراشة فى مدرسة بمرتب 400 جنيه، مش بيكفوا أكلنا طبعاً».

لجأت «راضية» إلى قرض «مستورة»، مؤكدة أنه فى ظل صعوبة المعيشة واعتماد عائلتها عليها فى المصاريف بشكل كلى، راحت لجنة الزكاة المجاورة للمسجد، فأخبروها هناك بأن بنك ناصر يقدم قروضاً للسيدات العائلات، لإنشاء مشروعات صغيرة لتساعدهن فى سد متطلبات الحياة.

قدّمت «راضية» على قرض بـ20 ألف جنيه، اشترت بالمبلغ بضاعة، عربيتى ثوم وبصل، الواحدة بـ10 آلاف، مع فرشة الخضار: «المشروع ده زود لى دخلى، واليوم اللى مابيعش فيه والسوق يريح بادخل 70 جنيه، ودخلى الشهرى عدّى الـ2500 جنيه، واللى ساعدنى أن عندى سطح بانشف الحاجات دى عليه».

أكدت «راضية» أنها حصلت على القرض منذ 4 أشهر، وتقوم بسداد 840 جنيهاً، قسطاً له، بضمان عملها كفراشة فى المدرسة: «كتر خير الدولة.. وكلمة شكراً قليلة، لأن المشروع ده وقف جنب ناس كتير، و(مستورة) وقفنى على رجلى، ماكنتش لاقية أجيب أكل لعيالى وعيال ابنى، ولما السوق بيشتغل معايا باحوش كمان».