جريمتا قتل أطفال وإهمالهم، الجانيتان فيهما هي "الأم" والضحايا 5 أطفال لم تتجاوز أعمارهم خمس سنوات، الفارق بينهما 4 سنوات والشبه الأبرز هو شارع واحد شهد الجريمتين.

شارع مكة المكرمة الواقع بدائرة قسم شرطة الطالبية بالهرم، هادئ بطبعه، يعرف سكانه بعضهم البعض، تربطهم علاقات الجيرة والود، المحلات عن يمينك ويسارك، حركة الشارع تسير في رتم طبيعي وذلك حتى ليلة 19 أغسطس 2014، الساعة تُشير إلى التاسعة مساءً، تعالت صرخات "عبير. أ. أ" تستغيث بالجيران، لا تقوى على الكلام، تنزف من رقبتها متأثرة بجرح ذبحي سطحي، تطلب النجدة بالإشارة إلى أول جار لها، دخل الشاب إلى الشقة ليجد طفلتيها "شهد" و"شاهيناز" مذبوحتين كالشاه، كما ذكرت النيابة العامة في تحقيقاتها.

أوراق القضية رقم 2490 لسنة 2014 بينت أن "عبير" سأمت من الحياة مع زوجها، فلم تجد حلًا إلا الانتقام منه، فقتلت طفلتيهما، حيث استلت سكينًا ثم أسرعت نحو المجني عليها الأولى "شهد" وأحكمت قبضتها عليها وذبحتها، ثم اتجهت ناحية المجني عليها الثانية "شاهيناز" ولم ترحمها، وأحكمت قبضتها عليها وذبحتها، كما حاولت "عبير" الانتحار ذبحًا إلا أن محاولتها باءت بالفشل، وأُصيبت بجرح ذبحي في الرقبة، وباشرت النيابة التحقيق معها، بالإشارة لعجزها عن التحدث، وفي ختام التحقيقات، أُحيلت المتهمة إلى المحاكمة الجنائية ثم صدر حكمًا بإعدامها شنقا حتى الموت، في 13 سبتمبر 2017.

10 أشهر على صدور حكم الإعدام ضد الأم القاتلة، لم ينس الشارع تلك الجريمة، حتى هزته واقعة أخرى لأم مُهملة، قلبها مُتحجر تجردت من كل مشاعر الرحمة، وألقت بأطفالها الثلاثة بعدما لقوا مصرعهم مختنقين، في الشارع بمعاونة صديقة لها ثم لاذتا بالفرار، قبل أن تلقي أجهزة الداخلية القبض عليهما، في قضية هزت المجتمع المصري أكلمه وليس هذا الشارع فحسب، والتي عُرفت إعلاميًا بـ"أطفال المريوطية"، تناست "منال" أولادها، تناست حتى حديث أوسطهم "أسامة" لها في آخر مرة تشاهده "ربنا يرزقك يا ماما وتجيب لي مصاصة وانتي راجعة"، وألقته مع شقيقيه "محمد" وفارس" في الشارع للتخلص منهم، النيابة العامة قررت حبس المتهمة لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات.