إطلالة "غير تقليدية" للاعبي منتخب مصر خلال سفرهم لبطولة كأس العالم في روسيا، ملأت الجدران الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط منشورات تفنيد لتفاصيل الأزياء، المنقسمة بين المعجب بالأزياء، والمهاجم للبدل، التي اعتبروها إطلالة غير موفقة.

"الوطن" أجرت أول حوار مع خالد أوبيا، مالك دار الأزياء "أو أل"، الذي صمم أزياء الفريق الوطني، ليكشف كواليس تحضيرات إطلالة اللاعبين، ويوضوح حقيقة وجود أخطاء في التصميم، وإلى نص الحوار:-

- كيف حصلت على حق تصميم أزياء للمنتخب المصري؟

قدمت عرض لأعضاء مجلس الاتحاد المصري لكرة القدم، عقب فوز المنتخب الوطنى على نظيره الكونغوري في تصفيات كأس العالم، وسط تأكيدنا على اعتماد المنتخبات الأوروبية على علامات تجارية عالمية، مثل "دولتشي أند غابانا"، لنتمكن من اقتناص حق الرعاية في منتصف شهر مارس، بعد منافسة 3 شركات.   

- ما هى العروض التي قدمتها "أو أل" لـ"أتحاد كرة القدم"؟

عرضنا 40 تصميم مختلف لبدل رجالي، تنوعت ألونهم بين الأسود والأزرق القاتم، مستخدمين أقمشة غير منقوشة، ليقع الاختيار على البدلة ذات الـ6 أزرار، التي تناسب طبيعة الأجسام الرياضية، فضلًا عن أنها تلقى رواجًا في خطوط الموضة العالمية خلال العامين الماضيين، وظهر بها أشهر نجوم الرياضة والفن، أبرزهم النجم البرتغالي كريستاينو رونالدو واللاعب الإنجليزي المعتزل ديفيد بيكام، فيما ارتدى الجهاز الإداري والفني بدل سوداء بتصميم مختلف.

- لماذا اختارت شركتك ارتداء اللاعبين أحذية رياضية بدلًا من الجلدية؟

لم يكن في الحسبان حدوث ذلك، حيث تضمن العقد ظهورهم بأحذية جلدية تحمل اللون البني من تصميمنا، ولكن اللاعبين اقترحوا ارتداء "سنيكرز" بيضاء، لإراحة أقدامهم خلال رحلة سفرهم إلى روسيا، التي استغرقت أكثر من 9 ساعات، فضلاً عن كونها أفضل لهم من الناحية الطيبة، ما دفع شركتنا للموافقة، خاصة أن العديد من الدور الأزياء و"ستايلست" يعتمدوا على تلك الإطلالة، فيما فضل محمد النني وأيمن أشرف ارتداء أحذية جلدية.

- كم استغرق تصميم أزياء المنتخب؟

قرابة الشهرين والنصف، حيث تواجدنا في معسكر المنتخب بسويسرا لمدة أسبوع، للحصول على مقاسات دقيقة لللاعبين، بالتعاون مع 3 شركات أزياء، ما ينفى صحة ما تداوله نشطاء "فيس بوك" حول ارتداء اللاعبين قياسات غير دقيقة، وبدأ فريق من مصممي أزياء من مصر وبرازيل ودول أوروبية في تنفيذ البِدل، معتمدين على خامة "سوبر وان فيفتي" الإيطالية، التي يبدأ سعر المتر فيها من ألف دولار، وسلمنا الأزياء  في معسكر التدريب بإيطاليا، وسط  طلب العديد اللاعبين إجراء تعديلات على الإطلالة، استمرت حتى ليلة سفرهم إلى بطولة كأس العالم بروسيا.

-ما هي تكلفة إطلالات اللاعبيين؟

تتراوح تكلقة إطلالة اللاعب الواحد ما بين 30 إلى 40 ألف جنية مصري، فيما تصل تكلفة الحذاء –الذي لم يرتدوا- إلى 600 دولار أمريكي، فيما تتجاوز تكلفة البدلة الواحدة الـ26 ألف جنيه.

- من هو أكثر لاعب طلب إجراء تعديلات على إطلالته؟

الكابتن عبدالله السعيد، ولكنه طلب أمور بسيطة للغاية، مثل تغيير حزام، وتتضيق جزء بالبدلة.

- ومن آخر لاعب تسلم بدلته؟

الكابتن محمد صلاح، نتيجة تغيبه عن معسكر إيطاليا الذي سلمنا فيه الأزياء، بسبب إصابته في كتفه، نتيجة التحامه مع لاعب نادي "ريال مدريد" سيرخيو راموس، في المبارة النهائية بدوري أبطال أوروبا.

- ما هي ردود أفعال اللاعبين على الإطلالة؟

الجميع أبدوا إعجابهم بالتصميم، خاصة كابتن حازم إمام، الذي شجعنا بعبارات تحفيزية، مشيدًا بجودة التصميم والأقمشة، فيما وصف "صلاح" الأزياء بـ"الإطلالات الأنيقة"، بالإضافة إلى إعراب المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد عن سعادته بالتصميم النهائي، الذي يليق بـ"منتخب الفراعنة"

- ما تعليقك على الهجوم على بدلة عبدالله السعيد تحديدًا ؟

"البدلة مقاسه بالسنتيمتر، وكل حاجة كانت مضبوطة"، ولكن الصور التي ظهر فيها لم تلتقط باحترافية، ما تسبب في إظهار عيوب "غير حقيقة"، نتيجة وقوفه بشكل خاطئ، وعدم انتباهه لإنزاق البدلة على كتفه، "وعموما الرجالة مش بيأخدوا بالهم من شكل لبسهم وهما بيصورا"، وسأجري جلسة تصوير احترافية لـ"السعيد" للترويج  للبدلة نفسها، "وهيكون هو موديل للاستايل ده"وإثبات أن تلك الإطلالة مناسبة جدًا له.

- ما ردك على انتقاد طريقة حياكة البدلة ووضع الأزرار؟

أنا اتبعت مدرسة حديثة في التصميمات يمكن ألا تعجب البعض، حيث حرصت على تنفيذ بدلة مجسمة بدقة على اللاعبيين، فيما يفضل آخرون الأزياء الواسعة، "ورارد جدًا إن بدلة لاعب تكون تلخبطت مع حد تاني بالغلط، فأثر على شكل بعض اللاعبين".

- كيف تعاملت مع هجوم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على الأزياء؟

تفاجئت بالهجوم "غير المبرر"، وانتقاد ارتداء أحذية رياضية على "بدلة"، على الرغم من أن "صلاح" ارتدي الإطلالة نفسها سابقًا دون انتقاد، وتذكرت مقولة الدكتور الراحل أحمد زويل بأن" الأوروبيون ليسوا أذكى منا ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح، أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل"، وللأسف أصبحنا "نركب الترند" وننتقص من قدر أي محاولة  للتميز أو النجاح، "يعني الناس لا عجبها كوبر، رغم إنه محقق نتائج هايلة، ولا راضين عن اللاعبين اللي وصلونا لكأس العالم، ولا عاجبهم أي حاجة"، وأريد من المهاجمين أن يطلعوا على أزياء البعثة المصرية في البطولات العربية والإفريقية خلال الـ10 سنوات، ليكتشفوا "الطفرة" في إطلالة المنتخب.

- ما رأيك في تصميم أزياء المنتخبات المنافسة العام الحالي؟

لم أطلع عليهم حتى الآن، لانشغالي مع اللاعبين، ولكني اتوقع تفرد المنتخب الألماني بأزياء مصنوعة بدقة واحترافية مبهرة، مثل إطلالتهم في بطولة كأس العالم لعام 2018.

- من مثلك الأعلى في مجال تصميم الأزياء؟

أنا من أشد المعجبين بـ"أمانسيو أورتيغا" مالك مجموعة "إنديتكس" والتي تتضمن عدة ماركات عالمية، أهمها "زارا"، و"ماسيمو دوتي" و"أويشو" و"كيديز كلاس"،حيث يتمتع بمهارة رائعة في الإدراة والصناعة الاحترافية، فضلًا عن أنه من أغنى رجال الأعمال في العالم. 

- بعد تصميم الأزياء للمنتخب.. ما هي الأهداف التي تسعى لتحقيقها؟ 

أسعى إلى وصل تصنيف "أو أل" ضمن أفضل 10 دُور أزياء رجالي في العالم، منذ اللحظة الأولى لإنشاء العلامة التجارية في 2015، حيث نهتم بشدة بجودة الأزياء التي تنتج في مصانع إيطالية، لتطور الماكينات لديهم، فضلًا عن مشاركتنا في أسابيع الموضة العالمية، لعرض مجموعتنا الصيفية والشتوية، وسفرنا إلى ما يزيد عن 12 دولة للتواصل مع بيوت الأزياء العالمية، لتطوير رؤيتنا ومهارتنا.