أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بمراكش (جنوب المغرب)، في ساعة متأخرة من ليلة الخميس، حكمها القاضي بإدانة المتهم الرئيسي في قضية ما يعرف بـ "وحش بوشان" الذي حاول اغتصاب فتاة، بـ10 سنوات سجنا، فيما أدانت المحكمة ذاتها شريكه الذي صور فيديو الاعتداء بثماني سنوات، وشخصًا ثالثا عمل على تسريب الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسنتين سجنا نافذا، وذلك بعد أيام من تداول نشطاء مغاربة فيديو صادم لشاب يتعدي جنسيا على فتاة تبدو قاصرًا محاولا اغتصابها ولمس أماكن حساسة من جسدها بالإكراه، متفاخرًا أمام عدسة كاميرا هاتف صديقه الذي اكتفى بتوثق الواقعة دون التدخل بمحاولة إغاثة الفتاة التي ظهرت في الفيديو تصرخ بشكل هستيري في محاولة منها للنجاة من الاغتصاب.

وكان المتهمون الثلاثة توبعوا من طرف النيابة العامة بتهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية، وهتك عرض قاصر باستعمال العنف والابتزاز والتشهير بالنسبة للمتهم الرئيسي "ي. ب" وشريكه مصور الفيديو "ح. ص"، فيما توبع المتهم الثالث وهو يعمل حلاقا بتهمة عدم التبليغ.

جدير بالذكر أن رئيس جمعية منتدى الطفولة، عبدالعالي الرامي، أوضح عبر حسابه على "فيس بوك"، أن المعطيات الأولى الخاصة بالفيديو الصادم الذي هز مواقع التواصل، والذي يظهر تعرض تلميذة لاعتداء خطير على يد مراهق، تشير إلى أن فصوله، وقعت في مدينة الدار البيضاء.

ووصف الرامي، المراهق الذي ظهر في الفيديو بـ"الوحش الآدمي"، مشيرًا إلى أن غياب بعض وسائل الردع تتسبب في زيادة حالات كثيرة للاغتصاب، وتجدر الإشارة إلى أن مقطع فيديو هز مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر قيام مراهق بالاعتداء على تلميذة وإزالة ملابسها بالقوة، في حين تكفل مرافقه بتصوير هذا الاعتداء الخطير.

وبعد ساعات من الضجة التي أحدثها مقطع الفيديو،  تمكنت قوات الأمن في مدينة الدار البيضاء، من إلقاء القبض على الشاب الذي ظهر من خلال مقطع فيديو، أمس الثلاثاء، وهو يحاول اغتصاب تلميذة باستعمال القوة،

وذكرت مصادر أمنية لـ"المغرب اليوم"، أن السلطات المختصة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، باشرت منذ ظهور الفيديو، أبحاثا وتحريات دقيقة، مكنت من تحديد هوية الجاني، وكثفت من جهودها إلى أن تمكنت من إيقافه بمقاطعة البرنوصي، و تحديدا بحي "الأزهار "، فيما لا زال البحث جاريا عن مرافقه الذي وثق المشهد عبر عدسة هاتف النقال.

وأوضحت أنه تم تحديد هوية المعنيين بالأمر وإلقاء القبض عليهما، مضيفة أن الواقعة حدثت في منطقة تبعد على بنكرير بـأكثر من 40 كلم.

وكان نشطاء دشنوا هاشتاج عبر موقع "تويتر" بعنوان #واش_ماعنكش_ختك، معربين عن رفضهم لمثل هذه السلوكيات الشاذة، مطالبين السلطات الأمنية بالتدخل العاجل وفتح تحقيق في الحادثة للوقوف على حيثياتها ومعاقبة المسؤولين عنها.

وليست هذه هي الحادثة الوحيدة في المغرب بل أن حوادث الاغتصاب والتحرش بشكل عام باتت وحشية في المجتمع المغربي، وكانت أخر الحوادث في وضح النهار الجريمة المروعة التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في المغرب، بعدما أقدم مجموعة من المراهقين على اغتصاب فتاة مختلة عقليا تبلغ من العمر 24 عاما. وقد ألقت أجهزة الأمن في المدينة الدار البيضاء القبض على ستة قاصرين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، يشتبه في ارتكابهم للجريمة.