رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"القعيد" يروي حكايته مع "الست مبروكة": عشقت حكايات أدهم الشرقاوي

كتب: الوطن -

07:24 م | الثلاثاء 20 مارس 2018

العقيد

"تعلمت الحكي والرواية من سيدة أمية لم تعرف القراءة أو الكتابة يوما، لكنها صاحبة حكمة وحنكة في الحياة.. إنها أمي الست مبروكة التي استطاعت أن تحكي لي حكايات من قصص القرآن الكريم كانت تسمعها وهي ترتاد السوق لقضاء حاجة بيتنا من كتاب كان يجاور منزلنا الواسع بالقرية بمحافظة البحيرة.. يجش صوته بالبكاء.. وهو يتذكر أول هدية اشتراها لأمه من أول راتب تقاضاه وهو عبارة عن راديو بالبطارية". بهذه الكلمات تذكر الروائي الكبير والنائب يوسف القعيد في حوار لـ"الوطن"، ذكرياته مع الراحلة والدته.

يقول الكاتب "كنا بنركب حمار ونرتاد المركز لملأ بطارية الراديو بعد خوائها"، متذكرًا عيني والدته وهي تلمع حينما استمعت لأول قصة تم تحويلها إلى مسلسل إذاعي وكانت "أخبار عزبة المنيفي".

وإلى نص الحوار:

- الأم في حياة كلا منا حكاية.. ماذا سيحكي الروائي القعيد عن والدته؟

كثير من الذكريات، أمي اسمها مبروكة إسماعيل حسانين كانت وحيدة أبوها وأمها.. والوحدة في بلاد الأرياف أمر صعب جدا، خصوصا لما تبقى كل ستات عيلتها أنجبوا الكثير من الأبناء ومع هذا تغلبت أمي على وحدتها بعد زواجها من والدي الذي كان يعمل تاجرا وأنجبت ثمانية من الأبناء.. وقد تزوجت من والدي في سن صغير كانت تحمل في عقلها الكثير من الروايات والحكايات.. وكانت حكاءة، لدرجة أنني تعلمت منها الحكي.. فكانت تجمعنا في بيتنا كل ليلة وتروي من القصص والحكايات الكثير والكثير.. بالإضافة إلى امتلاكها مخزونًا من الأمثال الشعبية التي يمكن تركيبها وفقا لكل حدث.

- من أين استمدت الست مبروكة هذه الثقافة؟

حقيقى.. مش عارف، سألتها كثيرا فكانت تجيب بعفوية.. المهم إنها عجبتك.. وحينما بدأت القراءة أنجذبت كثيرا لكتب الأمثال الساخرة.. فحرصت على شراء كتبا لأحمد تيمور باشا، وأحمد أمين لأكتشف أن غالبية ما كتبوه تحتفظ به أمي وترويه لنا.. عندما أتذكر هذه الأيام أتصور أن بعض العوامل كانت مؤثرة في شخصيتها ربما لقرب قريتنا من النيل فكانت ترسو المراكب على ضفافه.. ولا أنسى أنها كانت تحب التنزه في الموالد.. وهي من عادات أهالي القرية.

- من هي أكثر شخصية تأثرت بها والدتك في الحكي ؟

أدهم الشرقاوي.. كان فارسها.. روت عنه الكثير من الحكايات وجذبتني حكايتها إلى شراء كل ما كتب عنه لدرجة أنني تخيلت في بعض المرات أنني سأرى الشرقاوي، مقتولا غارقا في دماءه.. أيضا كانت كثيرة الحكي عن نعسة وأيوب.. وحسن ونعيمة.

-هل كان والدك يتأثر بحكايتها؟

والدي كان تاجرا.. لكنه كان يجيد القراءة والكتابة.. وكان يتمعن في رسم الخط العربي.. وكان حريصا على توفير احتياجاتنا.. لكننا كأبناء كنا أشد تأثرا.

-هل تتذكر أول هدية اشتريتها لوالدتك؟

طبعا كان راديو بالبطارية.. ولما كان الشحن من البطارية بيخلص كنا بنركب حمار عشان نوصل بيه لأقرب مركز لملئها مرة أخرى.. ويعاود الحديث: "عشان كده لما ظهر الراديو الكهربائي اشتريته لها على طول وكانت فرحانة بيه جدا .

-الكاتب يوسف القعيد.. ما أكثر الأشياء التي تظل عالقة في ذاكرتك عن الست مبروكة؟

هي كانت البركة في حياتنا وتعلمت منها الكثير.. علمتني صفات أصبحت كنزا في هذا الزمان مثل الصدق.. أنا أرى أن كل الناس أهلي طالما أنهم بشر مثلي.. أتعامل بتلقائية مع من حولي.. وهذه صفات نادرة الآن.

-ما الشىء الذى تذكرته ونحن نجري الحوار؟

افتكرت أن أمى عمرها ما خرجت من البلد ..تصوري.. أبويا واخواتى كانوا يزورونى فى كل محافظة عملت بها.. لكنها لم تخرج من بلدتنا.. كانت بتحب بيتنا قوي.. اعتقد لو عاد بى الزمن وكانت على قيد الحياة، لحرصت على التنزه بها فى شوارع القاهرة.

-هل تنباءت لك والدتك بهذا المستقبل ؟

كما ذكرت أمى كانت أمية.. فكنت أحكي لها رواياتي.. لكن أول رواية سمعتها كانت في الإذاعة.. وتحولت لمسلسل وهي أخبار عزبة المنيفي.. وقتها أمى قالت محمد ابنى بقى من كبرات البلد.. وظلت تناديني باسمي في شهادة الميلاد محمدبينما طلبت دور النشر اختصاره ليصبح يوسف القعيد بدلا من محمد يوسف القعيد .

-كيف كانت علاقاتها بزوجتك رحمها الله؟

جميلة وهادئة

-ماذا تقول في عيد الأم لكل أم وانت صاحب رواية شهيرة عن دور الأم في حياتنا؟

الله سبحانه وتعالى، أراد أن تصل رحمته إلى جميع البشر، فخلق الأمهات، اعتنوا بهن فهن الرحمة على الأرض.

الكلمات الدالة