على سماع صوت إطلاق الرصاص العشوائي، استيقظت فاتن علي في فزع، والتي فضلت تغيير اسمها، تلك المواطنة التي تسكن بمنزل رقم 18 بالشارع الغربي، مسرعة قامت بفتح باب شرفتها لترى شخصا غير ملثم، يرتدي قميصا جملي اللون، جالسا على الطريق، يفرغ ذخيرة ويملأ أخرى ويضرب طلقات عشوائية في الهواء، يوم الجمعة الماضية.

"في العاشرة ونصف من صباح الجمعة، فتحت البلكونة لقيته قدامي، اترعبت أنا وبناتي"، بحسب قول "فاتن"، لـ"هن"، موضحة أنها شرعت في الصراخ بالمنزل بجانب ابنتيها الاثنتين، غير واعيات باللحظة المرعبة، حتى بدأت تراقبه من شرفتها: "إحنا وأهل المنطقة كان عندنا هستيريا من تصرفاته وشكله"، حيث كان جاكيت جملي اللون، بلحية متوسطة غير كثيفة: "وكان فيه زي واقي أسود على صدره"، بجانب حقيبة زرقاء تحمل معداته.

وتتابع شاهدة العيان الأربعينية أنه أتى إلى الشارع الغربي وهو الجانبي لكنيسة مارمينا بحلوان بعد فعله الإرهابي: "تصرفاته واحد مش في وعيه، لأن بعد فعله كان المفروض يهرب لكن فضل في الشارع".

حتى جاءت الصدفة، بوجود ستينية رغبت بسيرها بالشارع دون أن تدري به ليضرب نحوها الطلقات غير راغب في موتها: "هو ضرب جنبها، الست دخلت في العربيات من الخوف ومدت لحد العمارة".

وتتابع التي تسكن بالدور الأرضي، أنه كان يملأ السلاح بطلقات الرصاص في حركات غير طبيعية ومغيبة على حد وصفها، يسير إلى آخر الشارع حتى أوله: "لغاية ما مواطن قال بصوت عالي في الشارع مفيش حكومة يا ناس، حرام عليكم".

ووسط ترقب، تقول إن عددا من قاطني الشارع كانوا مختبئين بمدخل العمارات الـ3، حتى وبالقرب منه من قبل أحد المواطنين سقط على الأرض: "جتله طلقة في رجله، وواحد نام فوقيه وضرب بالطوب"، وذلك بعد مرور أكثر من نصف ساعة من مجيئه.