بملابس الحداد السوداء، وقفن داخل الكنيسة وأيديهن على قلوبهن، يصرخن ويبكين، متمتمات بأدعية وترانيم، تناجين الله بقلوب أثقلها الهم والألم، تطلبن المدد والصبر.. "صورة أيقونية" جسدت اللحظات المرة، التي عاشتها سيدات داخل كنيسة بقداس وداع شهداء الكنيسة المرقسية، فأعاد تداولها رواد "فيس بوك"، كصورة من عزاء شهداء هجوم "كنيسة حلوان" الإرهابي.

واستفز "المشهد الموجع" عدسات المصور سامر عبدالله فقرر توثيقه، ويروي لـ"هن"، أن الصورة ترجع لإبريل 2017، خلال تشيجع جثمان شهداء كنيسة المرقسية بدير الشهيد العظيم مارمينا العجايبي في الإسكندرية، واختلط الأمر على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع فوز اللقطة المصورة بالجائزة التشجيعية لشعبة المصورين بنقابة الصحفيين.

ورغم تشابه مشاهد وداع شهداء الإسكندرية وحلوان في الحزن والألم، إلا أن هناك فروق بين الواقعتين رصدها عبدالله، فقداس عزاء "شهداء المرقسية" عُقد بعد عدة أيام من الحادثة، ما أعطى فرصة لأسر "عرسان السماء" لاستعاب الأمر وتقبله رغم صعوبته، ولكن قداس حلوان حدث عقب ساعات من فراق الشهداء بكنيسة العذراء،  لتسيطر الحيرة والتيهة ملامح أهالى المفقودين.

مشاركة المسلمات جيرانهن وأصدقائهن المسيحيات في القداس، بات قاسم مشترك في جميع مشاهد قُدَّاسات، لتجد دموع منتقبة في الصفوف الأمامية بعزاء شهداء حلوان، وصراخ محجبة خلال وداع شهيد بالإسكندرية، وآخرى تواسي جارتها المسيحية في طنطا، وفقا للمصور الشاب.

وكانت وزارة الصحة أعلنت استشهاد 9 وإصابة 5 آخرين في هجوم مسلح، صباح أمس، على كنيسة "مارمينا" بحلوان، وتمكنت قوات الأمن من ضبط إرهابي شارك في الهجوم.