رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"زين هو البطل".. حكاية طفل هزم السرطان 3 مرات

كتب: إسراء جودة -

10:20 ص | الجمعة 22 ديسمبر 2017

الطفل زين

"زين علمني الطاقة الإيجابية.. زين ده مصدر قوتي.. زين هو الأمل.. مفيش بطل يجي سنتيمتر من البطل اللي اسمه زين.. التحدي هو زين".. جميعها شعارات وصف بها عدة أشخاص الطفل "زين"، بطل إحدى الإعلانات التي تدعو للتبرع لمرضى السرطان، عُرض خلال شهر رمضان الماضي على إحدى القنوات الفضائية، أثار تساؤلات كثيرة حول من هو "زين".

بوجه بشوش وابتسامة عريضة تخفي خلفها أوجاعًا مؤلمة لمحارب سرطان، لم يتجاوز العاشرة من عمره بعد، ظهر زين يوسف للمرة الأولى على المشاهدين بثقة وإيمان بقدرته على مواجهة السرطان وهزيمته مرات متعددة، ليصبح في سنوات عمره القليلة رمزًا للتحدي.

حياة طبيعية عاشها الطفل "زين" كأقرانه بين الدراسة واللعب وممارسة الرياضة، حتى بدأت أعراض المرض في الظهور عام 2013: "تعرق مستمر ودرجات حرارة مرتفعة وفقدان للشهية وآلام في القدم، كل شيء حدث بسرعة"، حسبما ذكرت والدته رضوى موسى سابقًا.

سرطان بالخلايا الجذعية من الدرجة الرابعة، هكذا شخص الأطباء حالة "زين"، ذو الستة أعوام، الذي لم يك يدرك صعوبة الموقف حينها، ليصاحبه والديه في رحلة علاجية متعددة الأنماط، بدأت بـ"الكيمياوي" وانتهت بالجراحات و"الإشعاعي"، وهي خيارات صعبة على طفل بمثل عمره.

أيام قاسية مرت على الأسرة المصرية، المقيمة بولاية كاليفورنيا، لم يستسلموا خلالها للحظات الضعف عند رؤيتهم تساقط شعر الصغير أمامهم، ولكنها مرت واعتقد الجميع أن شبح السرطان قد ذهب دون عودة.

شهران لا أكثر عاشتهما الأسرة في سعادة واطمئنان، ليعاود السرطان مهاجمة دماغ الصغير بشراسة تتجاوز المرة الأولى، وتبدأ رحلة علاجية جديدة بجراحة في المخ، تلتها ثلاث جراحات أخرى، وعلاج إشعاعي وكيميائي أجبر الأسرة على الانتقال إلى مدينة نيويورك، حتى استطاع للمرة الثانية التغلب على مرضه، ولكنه ترك آثاره عليه مثل عدم قدرته على السمع جيدًا، بالإضافة إلى بعض التأثيرات الصحية الأخرى.

دعم متواصل وأمل يتجدد لدى الأسرة مع كل عودة للمرض الخبيث بجسم "زين"، لتقرر والدته دعمه نفسيًا بإنشاء صفحة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تجاوز متابعيها 200 ألف شخص داوموا على الدعاء بالشفاء لزين وأقرانه، فضلا عن رسائل الدعم التي تلقاها زين من نجومه المفضلين، أبرزهم الممثل الأمريكي جون سينا، الذي نصحه بعدم الاستسلام للمرض.

هجوم ثالث أصاب الصغير في أغسطس الماضي، بعد مرور عامين على تعافيه، يُعرف بسرطان الخلايا الكلوية، لتتكرر نفس رحلة العلاج التي اعتادها الصغير حتى أصبح المرض لا يعيقه عن استمرار حياته اليومية وممارسة أنشطته المفضلة، حتى أعلنت والدته تعافيه تمامًا من السرطان بالأمس.

ابتسامة لا تفارق ثغره وإيمان بقدرته على التغلب على المرض اللعين، صاحبا البطل الصغير في لحظات المرض والشفاء، حتى أصبح رمزًا حقيقيًا للتحدي يلهم الكثيرين ممن حرصوا على متابعة تطورات حالته الصحية، حتى جددت رسالة والدته بتعافيه النهائي، الأمل لديهم بقدرة الصبر والتحدي على تحقيق الانتصارات.