رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

في "عيد الطفولة".. طفلة سمراء تعبر بالرسم عن معاناتها مع التحرش

كتب: نرمين عصام الدين -

09:49 م | الإثنين 20 نوفمبر 2017

رسم الطفلة

"يا سودة، يا سوداني، يا وحشة".. كلمات عبرت بها طفلة من ذوات البشرة السمراء، برسم على ورق يحكي معاناتها من ما تتعرض له تحرش واعتداءات لفظية وجسدية متعمدة أمام الناس من أجل المضايقة في الشارع.

ووفق ما روى الدكتور محمد الشامي، مؤسس قسم الطب النفسي بمستشفى سرطان الأطفال 57357، قبل أيام، عبر صفحته على موقع التواصل "فيس بوك"، أنه جاءته إحدى الأسر المكونة من أربع أخوات لاجئات من إحدى الدول الأفريقية، بأعمار من  4  إلى 15 سنة، ومعهن والدتهن، من أصحاب البشرة السمراء ترعاهن إحدى منظمات رعاية اللاجئين في مصر، والأب يحاول البحث عن عمل في محافظة أخرى. 

وقال إن الشكوى الرئيسية من الأم والأخوات عن كم التحرش والاعتداءات اللفظية والجسدية التي يتعرضن لها كلهن، خاصة أكبر ابنتيها معبرات عن كم السخرية والاستهزاء الذي يحدث لهن في كل مرة ينزلن إلى الشارع بسبب بشرتهن السمراء.

وروت الأم للطبيب إحدى المرات التي عادت ابنتها الكبرى إلى المنزل من المدرسة وملابسها ممزقة بالكامل حتى أنها لا تجد ما تستر به نفسها من بقايا ما ترتديه، موضحا أنها مُزقت بالأيدي والمطاوي، وفي أخرى كانت الأم مع بناتها في إحدى الشوارع وبدأ التحرش الجسدي، وبتدخل الأم أخرج المتحرش "المطواة" وجرحها في يدها التي كانت تحاول الدفاع عن ابنتها، وعاد الاثنين للمنزل وملابسهما يشوهها الدم.

وأفاد الاستشاري النفسي والعصبي عبر منشوره أن البنتين الأكبر أقبلن على الانتحار؛ لأنهن يعلمن أنهن لا يستطيعن العودة إلى بلادهم ولا يجدن من يصد عنهن أذى الناس في البلد التي لجأن إليها، موضحا أن شقيقتهن الثالثة في حالة اكتئاب "متوسط" حيث إنها لم تتعرض إلا التحرش اللفظي.

وعن شقيقتهن الصغرى، والتي رسمت وجسدت معاناتها من تعرضها للتحرش مستخدمة الألوان المعبرة على الورق، قال إن صاحبة الـ4 سنوات ظهرت عليها سلوك عنف زائد في الفترة الأخيرة، وأصبحت تعتدي على الأطفال الآخرين من سنها، وتكشف عن ملابسهم في مناطقهم الحساسة، وذلك من كم ما رأت يحدث لأخواتهن في الشارع.

وتابع بقيام المنظمة الراعية لهن بعمل جلسات نفسية، موضحا أن من ضمن ما فعلوه هو أن طلبوا منهن أن يرسموا ما شعرن به فكانت هذه الرسومات الصادمة التي تشرح معاناتهن من أول ما يسمعونه من إيذاء لفظي إلى الانتهاكات الجسدية باستخدام "الكلاب" و "المطاوي"، إلى رسم المتحرشين وتصوير أحدهم بصورة حمار.

وقدم الاستشاري النفسي عدة نصائح بنهاية حديثه، موضحا أن العنصرية لها أشكال متعددة ولها أبعاد كثيرة، وإذا لم تعالج من كل جوانبها سيظل المجتمع عنيفا مع بعضه البعض ومع من يلجؤون إليه.

وتابع أن التعبير بالرسم عند الأطفال قد يعبر عما لا يعبر عنه الأطفال بلسانهم، ويمكن من خلاله تقييم الحالة النفسية، ومدى تطورها سلبًا أو إيجابًا.

ورافق الاستشاري النفسي رسومات الطفلة ذو الـ10 سنوات، من بينها تذكر فيها الألفاظ التي تسمعها من الآخرين: يا سودا، يا سوداني، وهي تبكي بالدم وتقول: "سيبوني".

وكثرت التعليقات على منشور، فقال حساب يحمل اسم "آية إيهاب": "أنا حاسة أن القصة فيها مبالغة شوية ولو ده بيحصل يبقى هما ساكنين في منطقة عشوائية وغير آمنة، وسلوك الناس فيها منحرف نتيجة للتهميش وإنعدام الخدمات من صحة وتعليم وغيرها وغياب الرقابة من قبل الدولة وإدمان المخدرات".

وأوضح الحساب، أن هذه المناطق يوجد الكثير منها في مصر: "مع أن مش دايما سكان العشوائيات بهذا السوء فمنهم الكثير ممن يتصفون بالنخوة والجدعنة والشهامة".

فيما استنكر حساب آخر، معلقا: "أنا سودانية مصرية، وطول عمرى عايشة فى مصر وفى منطقه إمبابه بالتحديد، وعمرى ما فى حد أساء ليا فى مدرسة أو فى شارع أو فى جامعة بل بالعكس، أكيد فى شباب وأطفال بيعملوا كده بس الأغلبيه مبتعملش ده".

ويحتفل العالم، اليوم، بعيد الطفولة، الذي أقرّ في 20 نوفمبر من كل عام، حيث تم التوقيع على اتفاقية حقوق الطفل من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1989م، وقّعت جميع الدول على اتفاقية حقوق الطفل باستثناء الولايات المتحدة الأميركية، والصومال.