رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

"سلمى" بتتنفس "جودو".. بطلة من "كي جي" ومدربة ضد التحرش وربطته بالجغرافيا

كتب: سلوى الزغبي -

01:41 م | الإثنين 30 أكتوبر 2017

سلمى الشاذلي

من الزحف فوق البساط، بدأت "سلمى" التعرف على عالم رياضات الجودو والكاراتيه، تتحسس أناملها الصغيرة مكونات الدفاع عن النفس، حتى فازت بأول بطولة في رياضة الجودو وعمرها 4 سنوات، وقبل أن تصل إلى سن الرشد، تمكنت من المجال وأصبحت مدربة، ووسيلة خيرية لتدريب السيدات في أنشطة المجتمع المدني للدفاع عن أنفسهن، لتؤسس وهي في المرحلة الثانوية حملتها "طلاب ضد التحرش"، وتصل بما عشقت وتمرست لإدخالها في مشروع تخرجها لتناقش "علاقة إصابات الملاعب بالجغرافيا".

سلمى الشاذلي، طالبة في الفرقة الرابعة بقسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة القاهرة، فتحت عينيها على والدتها مدربة الكاراتيه في نادي الزمالك، وخالها المحترف في رياضة الجودو، اشتركت في ألعاب كثيرة لتختار من بينها كرة اليد والجودو، لتترك الأولى مفضلة الألعاب الفردية التي لا تخشى فيها الفتيات على شعرها وأظافرها وتتحمل خسارتها وتفوقها دون إشراك أحد، حسب رأيها.

البطولات هي حليفة سلمى بدءًا من عمر الأربع سنوات، وصار "الجودو" أسلوب حياة لها، علّمها الاحتراف والاحترام: "في اليابان اللاعب لو وقع منه الحزام غصب عنه بيتجازى"، تلك القواعد التي أرغمتها على احترام اللعبة والذات في الوقت ذاته، ووصل احترافها بالنادي إلى تعاقدها مع نادي الزمالك على تدريب فريق البراعم وهي في صفها الثالث الثانوي.

عند اللزوم تستخدم "سلمي" في مواقفها الحياتية ما تعلمته من الجودو، لتتذكر أول مرة تمارس رياضتها خارج "البُساط"، وهي في الصف الأول الثانوي، حين رأت شابين يستقلان دراجة نارية ويضربان زميلة لها في الشارع أمام المدرسة في منطقة حساسة، فبادرت بجذب الشابين من على "الموتوسيكل" وضربتهما وفقًا لما تعلمته، تلك المرة التي بسببها كافأتها مدرستها الهرم الثانوية بشهادة استثمار قيمتها 10 جنيهات وكرّمها مدير الإدارة التعليمية، ولأجل ذلك الموقف صدر قرار بتعيين وحدة أمن أمام مجمع المدارس لمنع حدوث تلك الوقائع، وفي المرة الثانية لقّنت شابًا حاول التحرش بها في المترو درسًا، والثالثة في الجامعة حين اعتدى طالب بالضرب على عامل في القسم الذي تدرس به لتبرحه ضربًا، ورغم تحويلهما إلى مجلس تأديب وعقاب الطالب بنزوله عام دراسي، إلا أن العامل شهد أنها كانت تدافع عنه ولم تُعاقب.

لم تكتف "سلمي" بالدفاع عن نفسها، وسعت لتعليم الفتيات بالاشتراك في حملات مثل "ستات مصر خط أحمر"، أو إدارة مناهضة التحرش بجامعة القاهرة، وغيرها من أماكن المجتمع المدني لتعليم السيدات والفتيات كيفية الدفاع عن أنفسهن ضد أي متحرش.

من بطولات الجمهورية إلى العربية والإفريقية، كان المركز الأول حليف للاعبة الجودو، ودخلت الرياضة التي تمحور حولها عالمها في دراستها التي في البداية تنم عن بُعدها عن الرياضة التي تمارسها، لكنها طوّعت سلمى ما تعشق بما تدرس لاختيارها موضوع "علاقة إصابة الملاعب بالجغرافيا" كمشروع في عامها النهائي بالجامعة، بربطها بين أسباب تفوق عدائي دولة جاميكا في الأولمبياد دائمًا، بأن ذلك يعود لجغرافية بلدها، حيث نسبة الأكسجين قليلة والرطوبة عالية مع الحرارة الشديدة فتستطيع أجسامهم تحمل الحرارة كما أنهم معروفين بأن أرجلهم طويلة وواسعة وحجمهم صغير، فيستطيعون الجري والتفوق بسهولة، وعلى غراره فإن الروس مشهورين بتفوقهم في الألعاب القتالية، يعود ذلك إلى كثافة الثلج عندهم الذي اعتادت أجسادهم عليه فيشد أعصابهم، وعلى هذه الشاكلة في عدة دول.