مرض مزمن يسمى "متلازمة الألم العضلي الليفي" وبالإنجليزية "فيبروماليجيا" يعرف بصعوبة وتطول رحلة تشخيصه التي قد تصل إلى خمس سنوات، متلازمة الألم العضلي الليفي، كما أوضحت أميرة حمدي، طبيبة عيون مصابة بالمرض، أن المرض ليس له أي علاج و يصاب به جميع الأعمار ولكنه مرض نادر للأطفال.

وقالت إن المرض ظهر لها في ظل الظروف الصعبة والضغط النفسي المتضاعف مع آخر سنة لها بكلية الطب عندما ازداد الإجهاد ومع قلة النوم المتكرر.

وأضافت أن الإنسان بطبيعته معرض لذلك المرض ولكن هناك عوامل كثيرة تساعد على إظهار أعراض المرض بشكل سريع مثل الضغط النفسي أو الجسماني، فالضغط الجسماني يتمثل في قلة النوم وإجراء عمليات جراحية كبيرة أو متعددة ويمكن أيضا أن ينتج المرض عن صدمات نفسية كبيرة.

وتابعت "المرض فيه كل الأعراض اللي في الدنيا، وجع في كل عضلات الجسم وحول المفاصل وإرهاق عنيف ولخبطة في النوم والمزاج وتخلي الواحد مش مستحمل النور والصوت العالي".

وأوضحت أن أعراض المرض متشابهة مع أعراض أمراض أخرى كثيرة وأن بعض السيدات اللاتي كن يعانين من آلام في جميع أجزاء الجسم، شخص لهم الأطباء أمراض أخرى غير صحيحة نتيجة التشابه الكبير بينهم.

وقالت إن الفيبروميالجيا مرض في الجهاز العصبي وليس مرض نفسي كما يظنه البعض لأنه له جانب نفسي كبير ناتج عن الحالة السيئة التي يعيشها المريض نتيجة الوجع الدائم، ولكنه فعليا مرض عصبي يشخصه أطباء الروماتيزم والمناعة.

وأوضحت أن الفيبروميالجيا عبارة عن خلل في هرمونات المخ والإشارات العصبية وهذا ما يسبب شعور بوجع دائم.

وأكدت الإحصائيات أن المرض يصيب من ٣٪ إلى ٧٪ من سكان العالم مما يعني أن هناك ٢ مليون مصاب بهذا المرض داخل أنحاء الجمهورية، نسبة إصابة السيدات بهذا المرض تصل إلى٧٥٪ حسب طبيعة الجسم والهرمونات لدى السيدات تجعلهم غير متحملين لأعراض المرض بقدر نسبة تحمل الرجال.

وقالت أميرة إنها عانت من طول رحلة تشخيصها بالمرض التي تعدت الخمس سنوات، تم تشخيصها من قبل الأطباء بوجود انزلاق غضروفي وشخصها الآخرين بأمراض أخرى، ومكثت في تلك الحيرة طوال الخمس سنوات إلى أن توصلت إلى التشخيص الصحيح لمرض متلازمة آلام العضلات الليفي.

واستكملت "المرض دا بيتشخص باستبعاد الأمراض الروماتيزمية التانيه لأن مفيش أي تحاليل أو إشاعات تقول إنك عندك المرض دا".

يقوم الطبيب بالكشف الإكلينيكي بالضغط على نقاط معينة بالجسم ليتحقق من وجود آلام بها ويجرى تحاليل طبيه وإشاعات مقطعية فإذا تبين أن جميع النتائج لا تنطبق مع أي من الأمراض الأخرى ويشخص المريض الفيبروماليجيا.

ومن جهتها أشادت الطبيبة أميرة بتوعية الأطباء جميعا قبل المريض لأن المريض الذي يعاني من وجع دائم يلجأ إلى طبيب العظام أو الباطنة، فيتبين لهؤلاء الأطباء أن أعراض المريض لا تتطابق مع أي من أعراض أمراض تخصصهم وتخلو مسؤوليتهم ولا يتم إرشاد المريض باللجوء إلى الطبيب المختص المناسب.

ويحدث هذا نتيجة عدم توعية الأطباء الكافية باحتمالية إصابة المريض بالفيبروميالجيا.

وأضافت أميرة أن توعية الأطباء بخطورة هذا المرض أولوية حتميا وليست اختياريا ويجب على الأطباء إرشاد المريض بسرعة التوجه إلى طبيب الروماتيزم والمناعة ليتحقق من إصابته الفيبروماليجيا.

وقالت "حمدي" إنها تسعى لإنشاء جمعية لرعاية المرضى للاعتراف بوجود مرض الفيبروميالجيا داخل أنحاء الجمهورية وتوعية الناس به ولضمان حقوق المريض كاملة.

وقالت إن عدم ثبات وجود هذا المرض ترتب عليه مشاكل كثيرة في مصر، فهناك سيدات كانت في أشد الاحتياج لعطلات مرضية ولم تتمكن من الحصول عليها لعدم ثبات وجود هذا المرض والاعتراف به، وأخرى أرادت الحصول على معاش مبكر ولم تسمح لها الظروف.

و لم يقتصر الأمر فقط على السيدات، فهناك شباب لم يلتمس منهم العذر بأن يتم إعفائهم من قضاء الخدمة العسكرية وبعد أن تعثر عليهم الأمر قضوا فترة من الزمن ولم يستطعوا إكمال الخدمة لشدة إرهاقهم وآلامهم.  

وتؤكد أميرة مرة أخرى أن مرض متلازمة الألم العضلي الليفي هو مرض عضوي متعلق بالجهاز العصبي وليس "مرض نفسي"، تترتب عليه مشاكل نفسية كبيرة ولكنه مرض عضوي.