"أمي ختنت أختي"، عنوان صادم دونه شقيق الضحية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يحمل في طياته تفاصيل جريمة إنسانية جديدة في حق المرأة المصرية.

"الدهشة والفزع" لم يفرقان خاطر المراهقة، التي تجاوزت الـ14 عاما، منذ دخولها عيادة الدكتورة "مها. خ" بالفيوم حتى ختانها، بدافع الحفاظ على عفتها وشرفها، لتكون ضمن الثلاث عمليات التي أجرتها الطبيبة في الوقت نفسه.

ألف جنيها هو المبلغ الذي تقاضته الطبيبة مقابل إجرائها عملية الختان، ليروي شقيق الضحية لـ"هن"، أن تلك الجريمة وقعت دون علمها، ما أصابها بنوبة بكاء وصراخ ليومين، حتى أقنعاها والديهما، بأن الختان سُنة نبوية، ستنعكس  بصورة إيجابية على حالتها الصحية.  

هجوم حاد تعرض له الشاب العشريني، عقب انتشار قصة شقيقته على "سوشيال ميديا"، لتمتع الطبيبة بشعبية كبيرة، لحصولها على مبلغ رمزي لا يتجاوز الـ20 جنيه في الكشف الواحد، ما جعل الكثيرون يطلقون عليها "نصيرة الغلابة".

الخوف من تعرض أهله للعقوبة، منعه من تقديم بلاغ بالواقعة، فضلا عن وجود العديد من "التغراث" القانونية، التي تساعد "طبيبة الفيوم" على الخروج من القضية بسهولة، خاصة أن لها أقرباء «واصلين»، على حد قوله.

تحذيرات عدة وجهها "شقيق المختنة" من الطبيبة التي ارتكبت "جرما مهنيا" داخل عيادتها بمنطقة "العبودي" بالفيوم، مخالفة ضميرها، ومتناسية سنوات دراستها الطويلة في مجال النساء والتوليد، المليئة بالتحذيرات من المخاطر الجسدية والنفسية على المختنات، والتي تعدها الأمم المتحدة من أبرز جرائم العنف ضد المرأة، وأحد أشكال التمييز الجنسي.

تحركات على أرض الواقع، اتخذتها الدكتورة فيفيان فؤاد، منسق الاتصال والتدريب فى البرنامج القومى لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث بالمجلس القومى للسكان، وقالت لـ«هن» إن المجلس تلقى البوست المنتشر على «السوشيـال ميديـا»، وشَكَل لجنة من وزارة الصحة، لديها تعليمات من الوزير مباشرة ،للتفتيش على جميع العيادات، الخاصة التى يثبت أنها تقوم بهذا النوع من الجرائم، وإتخاذ الإجراءات التى تتمثل فى إغلاق المنشأة وتحويل الأطباء القائمين عليها للنيابة العامة.

حالة من السعادة تملكت فؤاد، بسبب ما وصفته بـ"الحراك المجتمعي تجاة ختان الإناث"، معتبرة أن مثل هذا الانتشار يؤكد أن "الناس بدأت تستوعب أن اللي حصل جريمة".