بيوت مُغلقة على أهالي يحاولون كل عام تدبير المصروفات اللازمة لتعليم ابنائهم داخل إحدى المدارس الحكومية والخاصة والدولية، يُنفقون أموالًا طائلة بداية من دخول المدرسة حتى نهاية العام الدراسي.

رصدت "هُن" تكلفة الطالب الواحد في 3 أُسر كنماذج تمثل طوائف متنوعة على اختلاف المستويات الاجتماعية.

شكا تامر إسماعيل، حارس عقار، حاله بعد أن أنهكته ديون "الجمعيات"، ليدفع حوالي 4000 جنيه إجمالي المصروفات السنوية لابنه الذي مازال في الصف الثاني الابتدائي بإحدى المدارس الحكومية، تشمل 1000 جنيه رسم دخول المدرسة والكتب والزي، بينما تصل مصاريف الدروس الخصوصية إلى 120 جنيهًا شهريًا للمادة الواحدة، وذلك بخلاف حقيبة الظهر التي بلغ سعرها 250 جنيهًا، ومصروف يومي 5 جنيهات في يد ابنه، ناهيك عن العصير والسندوتشات وغيرها، ليتكرر الأمر نفسه مع ابنه الثاني بالصف السادس الابتدائي، "لولا الجمعيات مش هنلاقي فلوس، ولولا الدروس العيال مش هتنجح".  

وتحدثت شيماء علي، إحدى الأمهات اللائي ينتمين إلى الطبقة المتوسطة، عن سيل عرق زوجها يوميًا لتلبية احتياجات أبنائهما، وسداد 12 ألف جنيهًا رسوم دخول إحدى المدارس الخاصة لطفل في الصف السادس الابتدائي، ثم تتجول وزوجها داخل الأسواق لشراء بعض الأدوات المدرسية حاملين مبلغ لا يقل عن 1000 جنيه للكتب الخارجية والأقلام والجلادات والكراسات وغيرها، ودفع 1500 جنيه مقابل الحصول على الزي المدرسي، أما نفقات الدروس الخصوصية تصل إلى 7000 جنيه سنويًا، لتحاول الأسرة في بعض الأحيان، تدبير أمورها والاستفادة من الأدوات المستعملة في العام الماضي وتخزين الكتب القديمة للابن الأصغر، لتصل التكلفة النهائية للطالب الواحد سنويًا حوالي 20 ألف جنيه. 

وتحدثت سارة سامي، عن مصاريف أول طفل لها في عامه الأول داخل إحدى المدارس الدولية، والتي كلفتها 39 ألف جنيهًا رسوم دخول المدرسة، و10 آلاف جنيه للحافلة المدرسية، و1100 جنيه للزي الصيفي فقط، فضلًا عن 500 جنيه للحقيبة، والمبلغ نفسه للحذاء، ليصل إجمالي المبلغ المدفوع له في السنة حوالي 60 ألف جنيه.