يتبارى قادة بعض الدول للفوز في سباق "الانتخابات الرئاسية"، ذلك الحدث التاريخي الذي يجذب انتباه كل دول العالم، لكن حث النساء على التصويت وتوجيه خُطب كاملة إليها يؤكد على أنها "رمانة الميزان" في المجتمع رغم الظروف الاقتصادية والسياسية كافة التي قد تمر بها تلك الدول.

إيران

ورغم ما يعرف عن دولة إيران بالنزعات الدينية المتشددة ضد المرأة، والتي بدأت رويدًا في التخفف من ضغوطها في السنوات القليلة الماضية، إلا أن المرشح الرئاسي الأبرز حسن روحاني راهن على فوزه في الانتخابات بـ"تصويت النساء" له، قائلا: "إذا حضرت نسائنا في ساحات الانتخابات وقرب صناديق الاقتراع نحن سننتصر في الانتخابات، ونحن جميعا لدينا واجب واحد وذلك الواجب هو أن نوجه الدعوة للجميع للحضور إلى صناديق الانتخابات، وإذا حضر جميع الناس إلى هذه الصناديق لاشك أننا سننتصر وننجح في الانتخابات".

وكان روحاني، انتقد المحافظين في كلمته أمام مؤيديه في طهران، الثلاثاء الماضي، متهما إياهم بـ"التمييز على أساس الجنس والطائفة في العمل" قائلا: "تتحدثون عن التوظيف.. هل تقبلون بتشغيل النساء؟! فصلتم الآلاف منهن من العمل، نحن نرفض التمييز على أساس الجنس لأنه ظلم.. والشعب لا يريد العودة إلى الخلف مجددا"، ولفت الرئيس الإيراني إلى "عدم إمكانية خداع الشعب بوعود فارغة".

الجزائر

في إطار مثير للجدل حرّض رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال، أول مايو الجاري، نساء الجزائر على ضرب أزواجهن بالعصي من أجل دفعهم للتصويت في الانتخابات. وكان سلال قال خلال تجمع نسوي في مدينة سطيف: "في الحقيقة جئت لأرى وجوهكن وأسمع زغاريدكن… لماذا دوركن مهم جدا؟ لأن وراء كل رجل امرأة… وإذا كانت المرأة غير صالحة فإن الرجال مثل الأصفار!". وأضاف سلال: "أوجه لكن نداء أن تكن أقوياء (يقصد قويات!) يوم الانتخاب ولا بد أن تشاركن وتقمن بحث أزاوجكن على ذلك، وتقمن بإيقاظهم في الصباح الباكر، ولا تحضرن لهم قهوة إنما تطلبن منهم أن يتوجهوا للاقتراع، والذي لا يقترع اضربنه بالعصا". وتابع: "حذار فالتي لا تكركر (تجر) زوجها سندخل فيها" من أجل الذهاب لمكاتب التصويت. وزاد: "كلنا مع بعضنا البعض حتى توافينا المنية، لكن المنية لن توافينا إلا قبل أن نبني دولة قوية والنساء فرحات، والأولاد فرحون والجزائر مزدهرة". وختم خطابه: "سأقول للمشرفة على الموسيقى السيدة سامية أن ترفع صوت وإيقاع الموسيقى لكي ترقصن.. ولو كان لدي متسع من الوقت لرقصت معكن، لكن الوقت داهمني، فابقين على خير".

الولايات المتحدة الأمريكية

استغلت مرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، اتهامات التحرش التي وجهت لنظيرها  دونالد ترامب -آن ذاك- الذي أصبح الرئيس الأمريكي الحالي، لدعوة النساء للتصويت لصالحها قائلة:" لا ينبغي أن ينتخب الأميركيون متحرشا لمنصب الرئيس، لذلك من المهم ألا يسمح للناس الذين يرتكبون التحرش في أي مكان بأن يفعلوا ذلك ويجب عدم السماح لأي منهم بالفوز في الرئاسة لأن ذلك لا يشبهنا كأميركيين"، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وحسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز تصريحات لكلينتون خلال مشاركتها فيمؤتمر للنساء، بررت فيما بعد كلينتون خسارتها في الانتخابات قائلة: "إن كراهية النساء لعبت دورا بالتأكيد فى خسارتها، وأن الانتخابات شهدت صراعا بين ما يعتبر تغييرا مرحب به ومثيرا لكثير من الأمريكيين وتغير محل قلق وتهديد لآخرين كثيرين، لأن بعض الأشخاص، ومنهم نساء، لديهم مشكلات حقيقية فى أن تصل سيدة إلى منصب الرئاسة".