رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حلمت أن تصبح "معلمة" فصارت "مستشارة".. "ميركل" أقوى امرأة في العالم

كتب: ياسمين الصاوي -

07:57 م | الجمعة 03 مارس 2017

انجيلا ميركل

فتاة مجتهدة ملتزمة تجلس في هدوء، ترقب بعينيها الصغيرتين حركات وكلمات والدتها معلمة اللغة الإنجليزية، حالمة أن تشغل في يوم ما نفس وظيفتها، فتسرق لحظات تختلي فيها بنفسها، لتمسك بالكراسة والقلم وتشرح دروسا في محاولة لتقليد مثلها الأعلى.

كتابا مادتي "الرياضيات" و"اللغة الروسية" يمثلان عشقا خاصا لـ"أنجيلا هورست كاسنر"، ودرجات عالية تسجلها في شهادتها المدرسية في جميع المواد، فينضم اسمها للطلبة المتفوقين، ويكبر حلمها كل يوم بأن تصبح معلمة لأجيال قادمة، إلا أن الأمور لم تجئ وفق هواها، فيتم منع والدتها من الاستمرار في عملها بألمانيا الشرقية، حيث يعمل والدها قسيسا، وتلتزم عائلتها بالتعاليم الدينية الراسخة، في حين تُعتبر تلك المنطقة ملحدة بالنسبة لألمانيا الغربية.

الرياح تأتي بأفضل مما تشتهي السفن رغم ضياع حلمها في التدريس، حيث التحقت "أنجيلا" بالجامعة قسم الفيزياء، وعملت كنادلة لتغطية مصروفاتها الخاصة، وهناك تعرفت على زوجها "أولريش ميركل" الذي اتخذت من اسمه لقبا لها حتى الآن رغم الانفصال، وبعد حصولها على الدكتوراه وانهيار جدار برلين، انزلقت قدماها داخل الحياة السياسية وانضمت لأول مرة إلى حزب النهضة الديموقراطية.

أحزاب تتنقل بينها "أنجيلا" تباعا حتى تصل إلى حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي، الذي كان بوابتها لدخول وزارة شؤون المرأة والشباب ثم وزارة البيئة والسلامة النووية كواحدة من أصغر الوزراء بفضل إخلاصها ونشاطها المستمر، وبعد فضائح التبرعات التي طالت حزبها ورئيسه، أعلنت المرأة الذكية انتقادها لهذا العبث ودعت لبداية جديدة للحزب دون قائده، وتم انتخابها كأول زعيمة لحزب ألماني.

إصلاحات عديدة وأفكار مميزة وإنجازات حقيقية وثقة واسعة اكتسبتها "أنجيلا"، حتى استطاعت أن تصبح أول مستشارة لألمانيا، فتختارها "مجلة فوربس"، عام 2011، وبعد توليها هذا المنصب بستة أعوام، كأقوى امرأة في العالم، ووضعت مجلة "نيوستيتسمان" اسمها بقائمة "الـ50 شخصية الأكثر تأثيرا في العالم".

وبعد رحلة طويلة، وقفت أنجيلا ميركل على منصة في ندوة بعنوان "25 عاما على الوحدة الألمانية.. ماذا علمتنا ألمانيا الشرقية السابقة؟" قائلة:"أتوقع أنني لم أكن لأدرس الفيزياء لو نشأت في ألمانيا الغربية السابقة، وربما كنت سأصبح معلمة"