رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الإنشاد الديني".. بين الهواية والكسب و"سيطرة الرجال"

كتب: نرمين عصام الدين -

10:41 ص | الجمعة 03 مارس 2017

المنشدات

تتعدد في مصر فنون التضرع والتقرب إلى الله، من بينها الابتهالات والإنشاد الديني، صاحب ذلك ازدياد الفرق الفنية وتأسيسها في الآونة الأخيرة، ودخول الفتيات عالم الإنشاد بل تنوعت الأعمار، وتنافسن فيما بينهن على نيل الجوائز وإقامة المزيد من الحفلات التي تغرد على أنغام الفن الروحي، مخاطبة القلب والأذن، بعد أن اقتصر ظهوره في البداية على الرجال.

التقت "الوطن" عدد من المنشدات اللواتي ذاع صيتهن، واستطعن إشباع الجمهور وكسب ثقته حول ما يقدمن من رؤى فنية تسعى لإحياء التراث الإسلامي، لتعرف قصة بدايتهن مع فن الإنشاد.

تروي رانيا علاء، عشرينية، مُنشدة بفرقة طموح للكنوز البشرية، قصة بدايتها مع الإنشاد الديني: "التفت أهلي حول خامة صوتي التي وجدوها عاذبة، حتى استطعت التدرب على الإلقاء، وترديد الابتهالات وتلقيت فن المقامات الموسيقية  بإشراف عدد من الأساتذة، كان بدايتها حفلات بمعهد فتيات شبين القناطر بالمرحلة الابتدائية".

وتستكمل، توسعت شهرتي وحظيت بمتابعة المئات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عند التحاقي بكلية التجارة، قسم اللغة الإنجليزية، وأقمت عدد من الحفلات في إلقاء الشعر، ومجال الإنشاد، ودراسة اللغة عامل فعال في فهم واستيعاب الجُمل النصية وكذلك الصوتية.

توضح (علاء) الفرق بين الابتهالات والإنشاد في إن الأول مثلها مثل التواشيح في ثبوت ألحانها وآصالتها فهى مأخوذة من التراث القديم، وغير قابلة للتجويد والتعديل، كما إنها لها أوقات خاصة تذاع بها مثل قبل آذان الفجر، أما الإنشاد يشترط جودة الصوت فقط ومن خلاله يستطيع الإبداع والنقل بين المقامات.

وعن فائدة الدراسة، تقول (علاء):"الموهبة شرط تحقيق النجاح ولكن الدراسة هلا دور خفي في ذلك فمن خلالها استطعت التدرب على التأليف الموسيقى للأناشيد الدينية، وتوجيه الصوت، وكثر من الفنيات الموسيقية.

ترى (علاء) إن نسبة عمل الفتيات بالإنشاد باتت تزداد في تلك الأيام، مع طغيان وسائل التواصل الاجتماعي، واهتمام الإعلام جزئياً بظهور نماذج جديدة من الفتيات ودخولهن عالم الإنشاد،  وانعكس بزيادة نسبة الزواج للمنشدات بشكل ملحوظ.

وتوضح إيمان حسين، منشدة ذات الـ27عاما، أسباب قلة نسبة الفتيات في المجال مقارنة بالشباب، في إن كثير من الأهالى لديهم اعتقاد راسخ بـ "صوت المرأة عورة"، ورجحوا الفهم الخاطئ به، فالعورة بمفهومها الصحيح توضح بإن المرأة تخضع في القول، وتلفت بصوتها  تعمداً،  وكثير من الفرق الدينية تتجنب العنصر النسائي وعدم إعطاء فرص كاملة لأصوات نسائية، واصفة ذلك بالاستهانة بدور الفتاة في المجال.

وتشير "حسين" إلى مُعلمتها الروحية في الإنشاد وهى ياسمين الخيام، وأكثر الأماكن المستضيفة للحفلات هي جامعة القاهرة، وساقية الصاوي، موضحة قلة إقامتها، قائلة: "فن الإنشاد هو المجال الوحيد اللي مبيأكلش عيش بالنسبة للفتيات، لإنه مش مطلوب بس نسبياً في ناس بتطلب وبتهتم وإن كانت قليلة جداً في مصر"، وتستكمل بكثرة الحفلات في المواسم فقط كـ (رأس السنة الهجرية، المولد النبوي الشريف).

من جانبه، يقول المُنشد الديني محمد مصطفى، صاحب الـ19 عاما: "الإعلام لعب دورًا قويًا في خلق الشغف لكثير من الشباب، باستضافة كثير من المنشدين أشهرهم محمد عاطف، الشيخ طه الإسكندراني، وكذلك وسيلة الإنترنت الدور الثاني في البحث، في حين يرجع سبب غلبة نسبة الشباب على الفتيات إلى  افتقادهن قدرات معينة وأكثر الفتيات هواة لم يرغبن الكسب من خلال إقامة حفلات هذا الفن.

ويضيف محمود هلال، عضو نقابة الإنشاد الديني والمبتهلين بالقاهرة: "تمثل نسبة الفتيات بالإنشاد الديني 10% فقط، ويرجع سبب قلة تلك النسبة إلى انتشار الفكر بالمرتبط باعتبار صوت المرأة من الأمور المُحرمة وعيباً على المجتمع والبيئات الضيقة، على أن تقدمن لعضوية النقابة من الفتيات، 20 بنت فقط  منذ تأسيسها في2012 ، وتتراوح أعمارهن من 18:30 عاما، وذلك يخرج من صورة التحجيم التي تشكلها الأهل وليس من النقابة.