تفكر النساء الحوامل مرتين قبل الذهاب إلى مطعم للوجبات السريعة وجبة الغداء، لكن المفاجأة أن السبب الذي تبتعد خلاله المرأة أثناء حملها عن الوجبات السريعة، ليس على الأرجح ما يعتقده معظم الناس، بسبب نوعية الأكل نفسها.

دراسة جديدة صادرة عن باحثين في جامعة ويسكونسن ميديسين في «سياتل»، لم تطرق إلى الدهون أو السكر أو الملح الموجود في البطاطس المقلية أو البرجر أو أي أضرار معروفة للوجبات السريعة، بل كشفت أن المشكلة تكمن في التغليف والتعبئة والقفازات البلاستيكية التي يرتديها معدو الطعام الذين يتعاملون مع الوجبات السريعة والأطعمة فائقة المعالجة.

خطر يهدد الحوامل بسبب الوجبات السريعة

بحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة البيئة الدولية، فإن المواد البلاستيكية تحتوي على الفثالات، وهي فئة من المواد الكيميائية المرتبطة بالبلاستيك، وكشفت الدراسة: «عندما يتم استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الكحك المغلف بغطاء بلاستيكي أثناء الحمل، يمكن أن تصل الفثالات إلى مجرى دم الأم».

الدكتورة شيلا ساتيانارايانا، طبيبة الأطفال في جامعة ويسكونسن والباحثة في معهد أبحاث الأطفال في «سياتل» ومؤلفة الدراسة الأساسية، قالت إنه عندما تتعرض الأمهات لهذه المادة الكيميائية، يمكن أن تعبر إلى المشيمة والدخول إلى الدورة الدموية للجنين.

تحذير جديد من الوجبات السريعة للحوامل

التعرض للفثالات أثناء الحمل يمكن أن يزيد من خطر انخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة واضطرابات الصحة العقلية للطفل مثل التوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، بحسب موقع «health today».

ونظر الباحثون في بيانات 1031 امرأة حامل، وقياس مستويات الفثالات في عينات البول التي تم جمعها خلال الأشهر الثلاثة الثانية من الحمل، شكلت الأطعمة فائقة المعالجة ما بين 10% إلى 60% من وجباتهم الغذائية، بمتوسط ​​39% تقريبًا.

وجدت الأبحاث أنه مقابل كل 10% زيادة في كمية الأطعمة فائقة المعالجة التي يتناولونها، كان لديهم زيادة بنسبة 13% في بولهم لأحد أكثر أنواع الفثالات شيوعًا.

وتعد هذه الدراسة هي الأولى التي تحدد الوجبات السريعة والأطعمة فائقة المعالجة كحلقة وصل بين التعرض للفثالات والقضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه النساء الحوامل، حيث يقول قال برينان بيكر، الباحث في مختبر «ساتيانارايانا»: «نحن لا نلوم المرأة الحامل هنا، نحن بحاجة إلى استدعاء الشركات المصنعة لتقديم بدائل، التي لا تكون أكثر ضررا».

«هناك حاجة ماسة إلى إصلاحات وتشريعات للحد من التعرض للفثالات الغذائية، وخاصة من تغليف المواد الغذائية والقفازات التي يرتديها مقدمو الخدمة»، هكذا أتم بيكر.

وقال عمر ناجي، أخصائي التغذية العلاجية، في تصريحات، لـ«هُن»، إن جزيئات البلاستيك يمكن أن تؤثر على الأنسجة البشرية، موضحا: «البلاستيك يؤثر بشكل مباشر على الأنسجة في جسم الحوامل»، وأوضح: «هذا الأمر يسبب أضرارا خطيرة على الجنين، خاصةً وأن الطعام يمكن أن يتتفاعل مع هذه المادة».