تخلت السجادة الحمراء عن الأضواء المُبهجة، وامتنع الفنانات عن ارتداء الفساتين المزٌرقشة والمُطرزة حتى الألوان الصاخبة والمكياج اللامع وتسريحات الشعر المُلفتة، فسادت الألوان الأُحادية وانتصر اللون الأسود المُعبر عن الأحداث بساحة مهرجان الجونة في دورته السادسة بحضور صناع السينما ونجومها. 

من الفنانة يسرا، للفنانة بسنت شوقي وإنجي المقدم وغيرهن من الفنانات، حتى الفنانين الرجال الذين تخلوا عن «التقاليع» والموضة التي تظهر وتضج بالمهرجانات، ساد اللون الأسود على إطلالات مهرجان الجونة، تعبيرًا وتضامنًا على الأحداث بغزة التي اندلعت منذ أكثر من شهرين وراح ضحيتها الآلاف من الضحايا. 

اللون الأسود غالب على فساتين مهرجان الجونة.. ما علاقة غزة؟

مرت الدورة السادسة من المهرجان هذا العام بالتوازي مع الأحداث المؤسفة التي شهدتها غزة، إذ بدأ الأمر بتأجيله لفترة طويلة، قبل أن يُفتتح اليوم بعرض فيلم بعنوان «فلسطين ومعاناة الشعوب»، الذي تناول الإبادة الجماعية والتهجير العرقي ومعاناة الشعب الفلسطيني.

إذ خصص القائمون على المهرجان قسما خاص بعنوان «نافذة على فلسطين» لعرض مجموعة من أهم الأفلام التي تعمقت في قلب القصص الفلسطينية، ودعوة المٌشاهدين لإلقاء الضوء على الحياة غير المرئية والقصص التي لم تروٍ عن الشعب الفلسطيني أمام العالم. 

الفنانون والفنانات بالأسود مع فلسطين

وقدم حفل افتتاح مهرجان الجونة الفنان محمود حميدة، الذي حرص أن تكون كلمته الأولى خاصة بأحداث فلسطين، وتضامنا منهم قائلا: «أكثر أوقات الإنسانية ظلاما، وعلينا واجب لأننا رواة القصص غير المروية، وحاملو الحقائق، ومن بين قصص اليأس نستطيع أن نٌصوب الضوء عن عالم أصبح يغض البصر عن الفظائع».

لتٌعقبه الفنانة يسرا حديثها بتوجيه رسالتها بالوشاح الأسود لشعب غزة، قائلة:«شعب عظيم، علّم الجميع أسمى معاني الإنسانية، عدوه انعدمت منه الإنسانية، أنتوا دائما في قلوبنا وهتفضلوا في قلوبنا». 

كما قدم المطرب «أبو» أغنية «the world is blind» لأطفال فلسطين بحفل افتتاح مهرجان الجونة، وقدمت الفلسطينية إليانا أغنية «غُصن الزيتون» وسط تصفيق كبير وحافل من الجمهور.

وفي السياق ذاته، أكد انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة السينمائي، خلال حفل الافتتاح أن سبب إقامة مهرجان الجونة السينمائي في هذا التوقيت بعد تأجيله عن موعده، رغم استمرار القصف على الدولة الفلسطينية، هو إيمانهم بدور الثقافة والفن.