بين ليلة وضحاها، تبدلت حياة بُشرى جمال الطويل، إعلامية فلسطينية، بسبب القصف الجائر على وطنها، إذ كانت تلتقي بطلابها مرتين أسبوعيًا، لتقديم دورات تدريبية لهم بعنوان «المراسل الصغير»، أصبحت الآن ممنوعة من مغادرة مكانها، بسبب انتشار قوات الاحتلال فى كل مكان، وفرض حواجز على الطرق كل 15 مترًا تقريبًا تنتهي بنقطة تفتيش.

محاضرات لطلاب المدارس

تحكي «بشرى» أنها تعطي المحاضرات لطلاب مدارس بين 8 و15 سنة، تعلمهم كيفية الحديث أمام الكاميرا وتعزيز الثقة بالنفس وكتابة الخبر وبعض المصلطحات التي يجب التركيز عليها، كانت تنتظر السبت والخميس من كل أسبوع للقاء طلابها، وفجأة تبدل الحال بين يوم وليلة.

كانت الإعلامية الفلسطينية، تجهز نفسها لإعطاء محاضراتها في محافظات الشمال بالضفة الغربية، فضلاً عن تصوير فيلم وثائقي عن بلدتها «البيرة»، أصبح من الصعب الخروج من بيتها بسبب الحواجز التي تسيطر على الطريق، فبعد كل 15 مترًا توجد نقطة لجيش الاحتلال: «عندي 30 طالبا بينتظروني كل سبت وخميس، بعطيهم دورة، ودلوقتي أصبحنا محبوسين».

بشرى: نستيقظ على أصوات الضرب

تنتظر «بشرى» اليوم الذي سيجبُر كسرهم ويلم شملهم: «تعبنا من كتر المجازر، حتى في أثناء النوم نستيقظ على أصوات الضرب، وبنشوف كوابيس في المنام للقصف ودماء وصريخ الأطفال، قلقانين على أهالينا، وكل يوم بنودع حد منهم».

معاناة عمرها أسبوعين تجسدت فى خراب ودمار وسقوط شهداء ومصابين: «الابتسامة غابت ووشوش الناس مخنوقة».

اعتُقلت «بشرى» أربع مرات منذ عام 2011 وحتى 2014، وقبلها والدها، الذي أمضى ما يقرب من 18 عاماً في المعتقل، ووالدتها قضت عاماً في المعتقل للضغط على والدها لإجباره على التنازل عن رئاسة بلدية البيرة: «كل هذه الأمور تزيدنا قوة وثباتاً».