في صباح كل يوم تستعد «شيرين» لتنتقل بـ«السكوتر» بين الشوارع كعادتها منذ أن كانت في الرابعة عشر من عمرها، بعدما تتأكد الفتاة العشرينية من جاهزيته تمامًا، مُرتدية ملابس السلامة المكونة من خوذة الرأس التي تربطها بإحكام شديد حول رقبتها، وكذلك ملابس «مبطنة» للحفاظ على سلامة المرفقين والركبتين، بالإضافة إلى سترة السلامة، والتأكد من وجود رخصة القيادة بحوزتها.

شيرين شيكاغو أول مدربة دراجات نارية للفتيات

شيرين القصاص الشهيرة بـ«شيكاغو»، تبلغ من العمر 24 عامًا، تخرجت في كلية السياحة والفنادق شعبة الإرشاد السياحي دفعة طيران جوي، بدأت قيادة السكوتر منذ الطفولة من خلال سكوتر صغير 150 CC، ثم انتقلت إلى القيادة على موتوسيكل ريس 954 بهدف الاستخدام الشخصي، وإشباعًا لرغبتها في ممارسة هواية قيادة الدراجات، حتى أصبحت أول مدربة دراجات نارية للفتيات.

تحكي «شيرين» لـ«هن»: «الموضوع في الأول كان استخدام شخصي عادي وهواية ومتعة، وكنت بروح بيه المشاوير والجامعة وبعيش بيه حياة طبيعية جدًا».

انتقلت «شيرين» بدراجتها النارية إلى مرحلة أخرى، فراحت تُعلم الفتيات والشباب قيادتها، وفتحت أكاديمية لتعليم قيادة الدراجات النارية على نطاق واسع: «بدأت أعلم بنات وولاد ركوب الدراجات النارية وده حفزني أعمل أكاديمية للتعليم، وبعدها بسنتين فتحت معرض موتوسيكلات».

واكتسبت «شيرين» خبرتها بشكل شخصي، فلم تلجأ إلى التعلم أو الاستعانة بأحد لاحتراف القيادة، وإنما تركت نفسها لتخوض المغامرة بأكملها: «مفيش حد علمني أنا علمت نفسي، وبدأت أمشي بيه واحدة واحدة ووقعت مرة واتنين وعشرة، وبعدين اتعلمت، وكل ما كنت بعلم حد كنت باخد منه خبرة، وبقالي 7 سنين بعلم بنات وولاد، ومن 4 سنين فتحت المعرض».

صعوبات واجهتها الفتاة العشرينية منذ أن قررت أن تكون الدراجة النارية هي وسيلتها في التنقل، خاصة وأنّ البعض لا يتقبل أحيانًا ثقافة قيادة السيدات لـ«السكوتر» ولكنها سريعًا ما تغلّبت عليها وحاربت من أجلها: «فيه ناس بتشوفني تحبني وتعجب بيا وتتصور معايا، وفيه ناس مبتتقبلش أصلًا وجودي على الطريق أو إني فاتحة معرض موتوسيكلات، لكني نجحت في المشاركة أكتر من مرة في راليات وإيفنتات وبنزل سبونسر باسم المعرض، وببيع وبشتري وبنّزّل موتوسيكلات».

وعلى الرغم من ممارستها رياضة قيادة الدراجات النارية منذ الطفولة، إلا أنّها بطبيعة الحال تعرضت لإصابة ذات مرة توقف بسببها عن القيادة لمدة 3 أشهر، حيث كانت تقود موتوسيكل فاراديرو: «الموتوسيكل وقعته وحشة جدًا لأنه 1000 CC فبيكون عالي وتقيل في نفس الوقت وكان خطأ غصب عني».

فيلم «هارلي» آخر أعمال «شيرين» الفنية

وبخلاف المسابقات، شاركت «شيرين» في مجال السينما من خلال ظهورها في فيلم «هارلي» بالموتوسيكل الخاص بها، وتعكف حاليًا على عمل فني آخر لم يُحدد اسمه: «شغالة على حاجة عبارة عن دور في مسلسل كل 3 أو 4 حلقات وداخلة فيه باسمي والموتوسيكل بتاعي».

وتشترط «القصاص» في المتدربين ألا تقل أعمارهم عن 18 عامًا حتى يتمكنوا من استخراج رخصة القيادة، بالإضافة إلى قابلية أجسامهم إلى التوازن على الدراجة النارية: «فيه صعوبات بتقابلني أحيانًا إن اللي بعلّمه مبيكونش فيه توازن أو بيخاف أو عنده تفكك توازن، فوقتها بياخد وقت عشان يتعلم وياخد خبرة، فبعلّمه إزاي يتعامل مع حاجة بعجلتين، ولازم الولد أو البنت يكون كبير وواعي، ولو حد من برة القاهرة بطلب منه يجيب أهله معاه، ويكون معايا البيانات بتاعتهم».

وقالت شيرين، إنها تستعد تستعد لافتتاح الفرع الثاني من معرض الدراجات الخاصة بها: «أنا أول بنت في مصر افتح معرض موتوسيكلات، والمحل الأول حاليًا مشغلاه مخزن ولسة مستنية افتح الفرع التاني عشان أعرف أبيع واشتري، وارجع أنزل تاني سبونسر».