على كرسي متحرك، بدأت في استعادة حياتها التي سُلبت منها شيئا فشيئا، بعد تعرضها لبتر إحدى أصابع يديها، فضلا عن المعاناة من ضعف النظر، نتيجة الإصابة بمرض السكري الذي تسبب في إعاقة حركتها، وشلل الجزء السفلي من جسدها، لتقرر التعافي من الأوجاع والآلام من خلال تنمية موهبتها في الحرف اليدوية، وتصنيع منتجات الريزن والشموع.

تصنيع الشموع ومستحضرات التجميل

«قررت اتعلم تصنيع الشموع، وبعدها عمل مستحضرات التجميل في البيت علشان أنمي مواهبي واصرف على نفسي»، عبارة لخصت بها الثلاثينة داليا محمود، الأسباب التي دفعتها لتعلم فن الديكوباج، وقالت خلال حديثها لـ«الوطن»، مضيفةً: «جالي اكتئاب شديد وقررت اتعلم حرفة ومهنة جديدة، خاصة بعد وفاة شقيقتي ووالدتي، وبعدها قررت تصنيع قوالب السيليكون وصب التحف والنحت».

عانت «داليا»، من مشاكل صحية كبيرة عقب وفاة والدتها وشقيقتها، لكنها تشبثت بالأمل، لتخرج من الحزن الذي تملكها وتنطلق نحو النجاح، مضيفةً: «بعد وفاة أمي بعت دهبها اللي ورثته عنها علشان أقدر اكمل تعليمي واتخرجت من كلية التجارة الخارجية وإدارة الأعمال».

جبر وعوض بعد وفاة الأم

رغم افتقارها للمال، إلا أن الشابة الثلاثينية حاولت توفير الخامات الخاصة بالمشغولات اليدوية التي قررت تعلمها لتوفير قوت يومها، مضيفةً: «شاركت في معارض فنية والحمد لله شغلي قدر يوصل لناس كتير ولمسوا موهبتي الفنية في فن الديكوباج، القطعة الواحدة كانت بتاخد مني وقت كتير ومع الوقت قدرت أقلل المدة، وبعمل شغل الريزن وبجودة عالية، الحمد لله ربنا كرمني وعوضني بعد وفاة والدتي اللي كانت مصدر دعم ليه، بحاول أعمل كل اللي أقدر عليه علشان تكون فخورة ومبسوطة بيا».