يعيش الطفل بين أبوين لا يعطيانه المشاعر الإنسانية التي يحتاجها حتى يُحسن اختياره وتعامله فيما بعد، وهو التعريف المختصر للحرمان العاطفي الذي لا يتلقى الطفل فيها ما يحتاج إنسانيًا من الحضن والطبطبة ودلالات الحب، وما يثبت له أنه مرغوب به بين مجتمعه، لذلك يجب على الأهل أن يعوا أهمية تلك المشاعر وتعطيها للصغير حتى لا يؤثر ذلك على سلوكه، ويكتسب سلوكًا عدوانيًا فيما بعد، وبدلًا من أن يصبح نافعًا لمجتمعه يتحول لمجرم صغير كارهًا لنفسه ولمن حوله.

ما هو الحرمان العاطفي؟ وعلاماته

عرَّفت الدكتورة صفاء محمود حمودة، أستاذ مساعد الطب النفسي بطب الأزهر، خلال حديثها لـ«هن»، الحرمان العاطفي بأنه حرمان الطفل من مشاعر الحب منها الطبطبة، الحضن والمشاعر التي يعاني بعض الأهالي من صعوبة في التعبير عنها للصغار، لذلك يجب على المقبلين على الزواج أن يتعلموا التعبير عن مشاعرهم من خلال كلمات بسيطة مثل «أنا بحبك، وحشتني، أنت أغلى حاجة عندي أو يتعلم يطبطب على الآخر».

الطبطبة على الطفل والاتصال الجسدي يجعل الطفل يشعر بالحب ويثق بنفسه والعالم الخارجي، أما الحرمان العاطفي يظهر له أعراض سلبية منها الآتي:

-يعاني الطفل من أعراض اكتئابية.

- الشعور بأنه غير مقبول ولا يقدره أحد.

- لا يستطيع تكوين علاقات بسهولة «الطفل مش هيقدر يشخص حالته إنها حرمان عاطفي، لكن لما يظهر حد في حياته بعد كدا سواء بنت أو ولد يجري عليه بمجرد كلمة حلوة، وإهتمام بغض النظر هو حد كويس ولا وحش».

-تدني المعدل الدراسي 

-العصيان والتمرد 

- بجانب أنه يرتبط عاطفيًا بأي شخص ولا يميز الشخص السيئ من الجيد، بجانب فقدان الثقة في نفسة، قد يتعرض الطفل للإدمان سواء الإنترنت أو المواد المخدرة

علاج الحرمان العاطفي

الحرمان العاطفي لا يرتبط بسن لكنه يؤثر أكثر على الصغار، وهو قائم على أساس الكلام والتعبير عن المشاعر، لذلك فإن العلاج هو إغداق الطفل بالحب والأمان، وأن يعبر عن مشاعره مبكرًا لأن ذلك يؤثر على حياته عندما يكبر ويعيش حتى في حياته الزوجية في مشاكل مستمرة، فوفق حديث «حمودة»: «لازم الطفل يتعلم من بدري يعبر عن مشاعره وأفضل أعلم فيه لحد ما يتعلم أن البيت فيه حب وود ومشاعر لأن دي الحاجة اللي بتقلل من جفاء الحياة وصعوبتها، وأطلب منه يقولي بحبك وأقوله وحشتني».