«نفسي اعرف اقرأ زيكم»، بهدة الكلمات كانت تسأل السيدة الأربعينية بمحافظة المنيا أبنائها عندما كانوا يذاكرون دروسهم في إحدى غرف المنزل، إذ كانت تأمل أن تحقق أمنيتها التي لم تحققها في طفولتها لأنها لم تلتحق بالمدارس التعليمية ولكن مع مرور الوقت استطاعت أن تكسر حاجز الخوف وتمكنت من محو أميتها بمساعدة أبنائها.

أميرة تتعلم الكتابة والقراءة على إيد أبنائها 

إنجاز كبير حققته السيدة أميرة سلامة صاحبة الـ43 عاما عندما حققت حلمها واستطاعت أن تتعلم القراءة والكتابة والحصول على شهادة محو الأمية وذلك عندما كانت تبلغ من العمر 30 عاما، وفق حديثها لـ«الوطن»: «أنا كنت لما بشوف عيالي بيذاكروا كنت بقولهم بتعملوا إيه نفسي أقرأ زيكم ونفسي اتعلم».

كان لأبناء السيدة «أميرة» دور كبير في تشجعيها على تعلم القراءة والكتابة، إذ كانت تجلس بجانبهم أثناء المذاكرة ويعلموها الحروف: «عيالي كانوا بيقعدوني جنبهم هما بيذاكروا وبيكتبوا ليا الحروف في الكراسة وبيعلموني وكانوا بيقولولي شاطرة يا ماما».

الشعور بالفخر والسعادة 

حالة من الفخر والسعادة سيطر على ابنة محافظة المنيا بعد قدرتها على تعلم القراءة والكتابة وأيضا الحصول على شهادة محو الأمية، كما أن أبنائها كانت الفرحة تسيطر عليهم وفقا لها: «أنا فخورة فخوري بنفسي وكمان فخورة بعيالي عشان وقفوا معايا وهما اللي علموني وشجعوني أني أحقق حلمي».

تمتلك صاحبة الـ43 عاما 3 أبناء منهم ولدين وبنت تتراوح أعمارهم ما بين 8 أعوام إلى 22 عاما: «أنا عندي بنتي مارينا ودي ممرضة وعندي ابني مينا ده في كلية طب بشري وابني كيرلس الصغيرة ده في سنة خامسة»، على الرغم من هذا الإنجاز العظيم إلا أن السيدة الأربعينية واجهت ظروفا صعبة منها فترة مرض ابنها الصغير الذي كان يعاني من السرطان عندما كان يبلغ من العمر 8 سنوات ولكنه استطاع هزيمة اللعين: «أنا مريت بفترة صعبة جدا لما ابني كيرلس اكتشفت أني عنده سرطان وكان وقتها ابني مينا في تالتة ثانوي وكان بينزل معايا للدكاترة وكان بيذاكر في العيادة ولكنه ربنا كرمه الحمد لله».