تناول المسكنات والمضادات الحيوي، أول حل يلجأ له بعض الناس، فور الشعور بأي أعراض من التعب أو الألم، دون حتى استشارة طبيب، بحجة تخفيف الألم أو الأعراض بشكل سريع، حتى إنهم يطلبونه من الصيدليات دون روشتة طبية، خاصة الأمهات التي تحضره لأطفالهن.

الصحة العالمية تحذر من المضادات الحيوية

بعض أنواع العدوى الفيروسية لا تتطلب تعاطي مضادات حيوية، ولا يجب تناول أو مشاركة أي مضاد حيوي دون استشارة طبيب، بحسب منظمة الصحة العالمية، إذ حذرت من الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية، ناصحة البلدان بترشيد استخدامها.

قالت الدكتورة حنان بلخي، خبيرة الأوبئة ومساعِدة مدير عام المنظمة لشؤون مقاومة المضادات الحيوية، في تصريحات تليفزيونية، إن المضادات الحيوية تستخدم لقتل البكتيريا المسببة للأمراض للإنسان، لكن مع كثرة الاستخدام لم تجن أي فائدة، خاصة أن البكتيريا ذكية بما يكفي، وتسعى لتجد طرقًا للهروب من تأثير المضادات الحيوية، لأنها تريد البقاء على قيد الحياة.

وأوضحت «بلخي»، أنه على الرغم من أن الطب الحديث، لا يمكن أن يستمر بدون مضادات حيوية فعالة، لكن لا يمكن تناوله إلا بناءً على تعليمات الطبيب.

وحذرت خبيرة الأوبئة، من عدم مشاركة أي شخص المضاد الحيوي الخاص به مع العائلة أو الأصدقاء، فلكل مريض أعراض مختلفة تمامًا، مشيرة إلى أن هناك بكتيريا تعيش على بشرة الإنسان وفي جهازه الهضمي، لكن حال تعرضها لجرعات غير فعالة أو غير مكتملة من المضادات الحيوية، لا يؤدي إلا إلى إثارة البكتيريا بطريقة ما، بل يسمح لها بتطوير آليات لتصبح غير مستجيبة لهذه المضادات الحيوية، ما يعرض الأشخاص لخطر كبير. 

لماذا حذرت منظمة الصحة من المضادات الحيوية؟

كشف الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، خطورة الإفراط في تناول المضادات الحيوية، موضحًا لـ«هُن» أنها تشكل «كارثة صحية» في مواجهة العلاجات، وعلى رأسها علاج الفيروسات مثل كورونا، قائلًا: «الإفراط في المضادات الحيوية للأسف، يساعد في نمو البكتيريا والميكروبات، في مواجهة  الأمراض، وللأسف بتقاوم العلاجات اللي بنتناولها لعلاج الفيروسات».