رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

زارا رذرفورد أصغر فتاة بالعالم تحصل على رخصة طيران: أحلم بريادة الفضاء (حوار)

كتب:  غادة شعبان -

05:16 م | الثلاثاء 16 مايو 2023

كابتن طيار البلجيكية زارا رذرفورد

تعلق قلبها بالطائرات والتحليق في السماء، لم تكن طفلة مثل سائر الأطفال التي تهوى اللعب بالدمى، لم يكن يشغل بالها تمشيط شعر أميرات ديزني، وارتداء الفساتين التي تجعلها واحدة منهن، بل عشقت مجسم طالما تمنت أن تصبح مالكته يوما ما، فهو ليس بغريب عليها حب الطائرات، فقد ولدت في منزل لوالدين طيارين، حتى تعلمت أصول الطيران في الـ14 من عمرها، لتحصل كابتن طيار زارا رذرفورد، بريطانية ذات أصول بلجيكية، على لقب أصغر فتاة في العالم تحلق بمفردها على طائرة خفيفة الوزن صممت خصيصا لها، لتدخل على إثرها موسوعة چينيس.

بدأت رحلة العشرينية زارا رذرفورد من مطار «كوترايك ويفيلجم» في بلجيكا، لتحلق في سماء أكثر من 52 دولة حول العالم، من بينها مصر واليونان وكوريا الجنوبية، والتي استغرقت نحو 5 أشهر، لتعيش مغامرات مليئة بالأحداث، حتى حازت على لقب أصغر فتاة في العالم تدخل عالم الطيران وتحلق في السماء بمفردها.

«الوطن» أجرت حوارا مع البلجيكية زارا رذرفورد، أصغر كابتن طيران في العالم، محطمة الأرقام القياسية التي أهلتها لدخول موسوعة چينيس، للحديث عن رحلاتها في أكثر من 52 دولة، واستقبال الملك لويس فيليب ليوبولد ماري، ملك بلچيكا لها داخل القصر الملكي.

من أين جاءت فكرة دخولك عالم الطيران؟

ولدت في 5 يوليو 2002، وأبلغ من العمر 21 عاما، وأقيم في مدينة بروكسيل البلجيكية، والدي وأجدادي طيارين، وقررت أن أحافظ على كيانهم من خلال دخولي عالم الطيران لاستكمال مسيرتهم، وعزمت على تعلمها في عمر الـ14، كما سافرت مع أسرتي في عامي الثالث فوق غابات وسهول إفريقيا بقيادة والدي.

ما الذي يبهر شابة في العشرينات بعالم الطيران؟

عالم الطيران والتحليق بين السحب وفي السماء متعة كبيرة خاصة لمحبي السفر الذين يكرسون حياتهم لاكتشاف الكون والعالم المحيط، كما أن هناك عالم ثاني يدعو للبحث عنه بخلاف كونها تجربة مميزة وفريدة من نوعها، ووسيلة لرؤية العالم من منظور مختلف، بخلاف التفكير الدائم فيما حققه طيارون آخرون مثل أميليا إيرهارت، والآن بعد أن تمكنت من الطيران حول العالم، لا أستطع تخيل القيام بما حققته، فأنا محظوظة بما يكفي لامتلاك أنظمة GPS متعددة واتصالات عبر الأقمار الصناعية وفي بعض الأحيان تنبؤات جيدة بالطقس.

حدثينا عن حبك للطيران وتخصصك الدراسي وكيف تطورين ذاتك؟

عشقي للطيران جعلني أقرر دخول كلية الهندسة الكهربائية وهندسة الطيران، لتطوير ذاتي وللتأهيل على التعامل مع شتى الصعوبات والعراقيل التي يمكن أن تواجهني في الجو وكيف يمكن تفاديها وإصلاح الأعطال المفاجئة، كما أتمنى أن أصبح رائدة فضاء، للتغلب على الفجوة الكبيرة التي تحدث بين الجنسين وإن المرأة ليس من حقها أن تقتحم المهن الصعبة وتناطح الرجال بل التفوق عليهم.

متى كانت رحلتك الأولى وما هي العراقيل التي واجهتك بها؟

كانت بداية رحلتي على متن طائرة خفيفة الوزن، المعروفة باسم سمكة القرش، المبنية على تصميم مبتكر وتقنيات جديدة، ومصنعة في أوروبا، والتي تم تجهيزها خصيصًا لتلك الرحلة، كما أنها تعمل بقوة 100 حصان ومروحة ذات شفرتين قابلة للتعديل، وتتجاوز سرعتها 300 كيلومتر في الساعة، وبدأت إقلاعي من مطار كوترايك ويفيلجم في بلجيكا، في 18 أغسطس عام 2021، متجهة نحو الغرب في طريقي للمملكة المتحدة وأيسلندا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية ثم كولومبيا، كما خططت للعودة شمالًا عبر ألاسكا إلى روسيا وكوريا وأندويسيا والهند، مرورًا بعدة دول أخرى من بينها مصر حتى عدت إلى وطني مجددًا 20 يناير عام 2022.

كورونا فرضت بعض القيود.. وواجهت عراقيل كثيرة

وعن العراقيل والتحديات التي واجهتني في تلك الرحلة، كانت تأخري في ألاسكا وروسيا لمدة 30 يوما بسبب حالة الطقس السيئة، ما أدى لتأخير جدول الرحلة لمدة 8 أسابيع، كما كان أصعب الأمور أيضا هو التحليق في سماء سيبيريا بسبب شدة البرودة فقد بلغت درجة الحرارة 35 درجة مئوية تحت الصفر  على الأرض، ما جعلني أهبط في كاليفورنيا بسبب ضعف الرؤية نتيجة لحرائق الغابات في منطقة سياتل.

هل فرض عليك وباء كورونا بعض القيود؟

بالطبع حدث ذلك، فحينما سافرت إلى سنغافورة ومصر واليونان وروسيا وكوريا الجنوبية، لم أتمكن من استكشاف تلك الدول بسبب قيود كورونا المفروضة.

متى حصلتِ على رخصة للقيادة والطيران؟

حصلت على رخصة قيادة خاصة من إدارة الطيران الفيدرالية والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى تراخيص عدة من فرنسا وسلوفاكية، بالإضافة لكوني عضوة في شركة الشرفاء للطيارين منذ عام 2019، وأول رخصة حصلت عليها عام 2020.

سترة نجاة وخزان وقودي إضافي.. استعدادات السلامة الأمنية

ما هي استعدادات السلامة قبل الخروج في الرحلات؟

دائمًا ما أرتدي سترة النجاة في حال كان علي أن أذهب للسباحة في طريقي إلى البندقية، بخلاف سماعة للرأس مع تقنية إلغاء الضوضاء الخاصة بها مما يساعدني على أن أكون أكثر أمنًا وتركيزا في المهمة الخاصة بي، كما أن الطائرة مزودة بأجهزة خاصة، مثل وجود راديو آخر وخزان وقود إضافي يوضع في المكان الذي يكون فيه مقعد الراكب الثاني.

شعرت بالفخر بعد الإشادة من ملك بلجيكا

ما هي رسالتك للفتيات اللواتي يرغبن أن يصبحن مثلك؟

أدعم جمعيتين خيرتين للفتيات التي تساعد الشابات على دخول مجال علوم الكمبيوتر ومنظمة غير ربحية التي أُسست لدعم الراغبات بدخول مجالات العلوم، مثل الهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، ومن بين أهدافي في الحياة هي ضمان وجود حضور أكبر للمرأة في مجال الطيران، وإثبات أننا قادرات على إنجاز المستحيل، كما أشجع الفتيات على الانخراط في المجال مهما كلفهن الأمر.

كيف حصلت على لقب أصغر فتاة في العالم تدخل عالم الطيران؟

حصلت على اللقب هذا بسبب كوني فتاة عشرينية، فكانت قدوتي ليليان بلاند، أول امرأة تصمم طائرة خاصة بها عام 1910، بخلاف بيسي كولمان، أول طيارة أمريكية من أصل أفريقي وأول امرأة تحصل على رخصة طيار دولية، وهو ما جعلني أحطم رقمًا قياسيًا إذ لم أكن أبلغ عامي العشرين بعد.

وماذا عن استقبال القصر الملكي البلجيكي لكِ؟

شعرت بالفخر أثناء لقاء لويس فيليب ليوبولد ماري، ملك بلجيكا، الذي استقبلني في القصر بعد عودتي وأشاد بمغامراتي، وكان لقاء رائعا، وهو أيضًا طيار، لذلك كان من الرائع أن أتحدث عن الطيران والإبحار حول العالم.