من النادر إيجاد مساجد في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى إن وُجدت، فإن سماع صوت الآذان خلال الصلوات الخمس، يكاد يكون مستحيلا، وبالنسبة للعرب، فإن من أصعب ما يواجههم عندما يقرروا السفر للإقامة في أوروبا، أن صوت القرآن والآذان لا يمكنهم سماعه.

ومع قدوم شهر رمضان، فإن المسلمين اعتادوا في بلادهم العربية، أن يسمعوا الابتهالات الدينية، وأصوات القراء الخاشعة أصواتهم من مآذن المساجد، ونتيجة لتلك المشاعر التي حرمت منها الجاليات العربية في أمريكا، قررت الشابة المصرية «رنا»، أن توقف هذا الظلم الذي يقع على مسلمي المنطقة التي تقيم فيها، وهي مدينة  «استوريا»، التي لم يخرج صوت الأذان من المسجد الوحيد الموجود فيها، منذ ما يقرب من 3 عقود تقريبا.

وتقع مدينة استوريا، في ولاية أوريجون الأمريكية، ولا يتعدى عدد سكانها 15 ألف نسمة، وعمرها لا يتجاوز 212 عاما.

من هي رنا عبد الحميد؟

رنا عبد الحميد، من مواليد 6 مايو لعام 1993، وهي رائدة أعمال وناشطة أمريكية من أصول مصرية، ومؤسسة مبادرة «حجاب نيويورك»، كما أنها عضوة بمنظمة الديموقراطيين الاشتراكيين، وتعمل كمديرة للتسويق والشراكة بشركة جوجل.

I was 16 when a man grabbed my hijab and tried to rip it from my head.

New Yorkers helped me find the courage to fight back and organize for safety and power.

I'm running for Congress because we need true representation that reflects all of us, not just those at the top. #NY12 pic.twitter.com/XT2giaEpNk

— Rana Abdelhamid رانا عبدالحميد (@RanaForNY) April 14, 2021

ووفقا لما نشره موقع «نيويورك نيوز»، وهو خاص بالجالية العربية، أشار إلى أن رنا عبد الحميد، كانت مرشحة قوية للحزب الديموقراطي عن الدائرة رقم 12 بنيويورك، بدعم من قيادات في الجاليات العربية.

ونشرت «رنا»، سابقا عبر حسابها على «تويتر»، أنها في عمر 16 عاما، تعرضت لحالة من العنف، إذ قام أحد الأشخاص بنزع ححابها، وعلى إثر تلك الحادثة، قررت توفير أدوات حماية للجميع، من خلال إنشاء منظمة غير ربحية لدعم المرأة، وتعليمها فنون الدفاع عن النفس.

النجاح في رفع الأذان بولاية أمريكية

بعد محاولات عديدة، ومنذ مرور أكثر من 30 عاما، على إقامة عائلة الشابة المصرية في «استوريا»، تمكنت رنا عبد الحميد، من الحصول على إقرار رسمي، يسمح بخروج صوت الآذان لأول مرة في المنطقة، عبر مكبرات الصوت، لتنهال عبارات الامتنان والسعادة على الشابة المصرية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويشيد بها مسلمي الولاية، ويقدموا لها الشكر والتقدير، كونها الشابة المسلمة الأولى، التي نجحت في الحصول على قرار يسمح بجعل صوت الأذان يملأ ضواحي المدينة وشوارعها.

وشاركت منى البغدادي، والدة رنا، اللحظات الأولى التي عاشتها مع ابنتها، احتفالا بصدور هذا القرار، من خلال الجهود الكبيرة التي بذلتها ابنتها، إذ استلمت قرارا بالسماح برفع الآذان لأول مرة في مدينة استوريا في شهر رمضان.