حاربتا التنمر ونظرات السخرية عليهما بكل ما أوتيتا من قوة، لم تلتفتا لتلك الكلمات المتهكمة على قصر قامتهما، فقط قررتا الخروج عن المألوف وعن ألسنة المحيطين بهما بالعمل في المجال الفني والمسرحي والإعلاني، حتى أصبحت الشقيقتان منى ومي محمد الزاملي، من مركز قويسنا بمحافظة المنوفية، من أفضل الشخصيات الرائدة والمؤثرة لعام 2022.

حصلت الشقيقة الكبرى «مي»، في منتصف الثلاثينيات من عمرها، على معهد فني تجاري وتعمل في بيت ثقافة شبرا بخوم، والصغرى التي تصغرها بحوالي 3 سنوات على دبلوم التجارة الفنية وتعمل لدى إحدى الشركات الشهيرة، لم تمنعهما إعاقتهما مثلما يطلق عليهما المجتمع كونهما من قصار القامة وذوي الهمم من تحقيق المستحيل رغم الصعاب التي عانيتا منها طيلة حياتهما.

وروت الأخت الكبرى «مي» تفاصيل حصولها هي وشقيقتها على لقب أفضل الشخصيات المؤثرة في 2022، لـ«الوطن»، قائلةً: «استطعنا استكمال المسسرة العلمية رغم الصعوبات التي واجهتنا من قبل المجتمع والعقول التي ترفض تواجد ذوي الهمم وسطهم، حتى حصلنا على وظائف مرموقة، بخلاف موهبتنا التمثيلية التي أهلتنا للمشاركة في الكثير من الأفلام السينمائية والمسرحيات وبرامج الكاميرا الخفية».

نسبت الشقيقة الكبرى النجاحات التي حققتها هي وشقيقتها إلى والديها، اللذين دعماهما بكل ما أوتيا من قوة، وآمنا بموهبتهما الفنية وقدرتهما على إعلاء اسميهما داخل المجتمع، مضيفة: «ننسب كل الفضل إلى بابا وماما، قاموا بزرع الثقة بداخلنا، بخلاف حسن التربية والأخلاق الفاضلة، لم يبخلوا عنا ماديًا ولا معنويًا».

تتمنى الفتاتان بأن تشاركا في الاحتفالية التي تُقام كل عام لذوي القدرات الخاصة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي «قادرون باختلاف»، لإيصال أصواتهما وغيرهما من الفتيات وذوي الهمم الذين يعانون من النظرة المجتمعية الدونية لهم والتعامل معهم على أنهم مختلفون: «كلنا واحد ومن حقنا نعيش وسط الناس من غير تنمر، النجاح ليس بالشكل أو الجمال».

كما حصلتا أيضا على لقب «أنتي الملهمة» لعام 2022، لقدرتهما على التميز والتفوق رغم التنمر الذي وقع عليهما من قبل المحيطين بهما: «كان كرم من ربنا علينا وقدرنا نثبت إننا قادرين نعمل المستحيل».