غيط زراعي على قطعة أرض يبعُد عن البيت بخطوات، يذهبان له معاً، للاعتناء به وري المحصول، حتى يكبر ويتحول لمصدر رزق يعيش منه محمد رمضان وزوجته إيمان المزين، التي ترافقه خلال رحلة كفاحه المليئة بالكثير من المحبة والود والمشاركة يتقاسمها الثنائى للإنفاق على صغارهما.

الزوجة: بنشقى ونتعب علشان نعلم ولادنا

رحلة يومية تنطلق من الخامسة فجراً حتى غروب الشمس، تجمع الزوجين اللذين يعيشان في إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، يتقاسمان العمل داخل الحقل، يتوجه الزوج نحو تشغيل المياه للري بينما تجمع زوجته الحشائش وتبدر السماد للمحصول، ويقول «رمضان»، لـ«الوطن»: «بنشتغل النص بالنص، زى ما بعمل بتعمل بالظبط وعلمتها كل حاجة عشان تشاركني وعمرها ما اتأخرت عليّا»، مشيراً إلى أنه يشعر بالامتنان تجاه شريكة حياته.

ويوضح «رمضان»، أن زوجته هونت عليه الكثير من مشقة العمل داخل الأرض، فهى تعد وجبة الفطور بعد تجهيز الأبناء للذهاب للمدرسة، وتتوجه نحو الأرض لمساعدة زوجها في بعض الأعمال: «دايماً جنبي وبتدعمني وبتساعدني في كل حاجة وبنقعد نفطر مع بعض وبعد الضهر بتروح تجهز الغدا وبنقضي أحلى وقت وسط الطبيعة»، وتابع: «بقالنا 6 سنين بنزرع وبعدت فترة عن الزراعة ورجعت عشان بلاقي راحتي وسط أرضي»، ويتشارك الزوجان الآن فى جنى محصولي القمح والبنجر.

وتعتني الزوجة بأطفالها الثلاثة آدم (6 سنوات) والتوأم منال وإيناس الصغيرتين، كما تعتني بالأرض التي أحبتها واختارتها لترافق زوجها في انتظار لحظة جنى تعب وجهد، وتقول لـ«الوطن»: «بحب الأرض وبحب أعمل كل حاجة فيها بإيدي».

حياة بسيطة مُغلفة بالرضا، يتقاسمها الثنائى بكل حب، تصفها الزوجة قائلة: «بنهون على بعض كتير وبنفرح واحنا شايفين الزرع قدامنا وبنشقى ونتعب علشان نعلم ولادنا».