على عربة طعام بسيطة بوسط شوارع المُعز، تقف إيناس الكافي، الشهيرة بـ «ماما نونا» على قدميها منذ الصباح، وحتى منتصف الليل، تحلم ببيع بضاعتها من الأكلات والحلوى التي أعدتها بمنزلها، لتجمع ثمنها في سبيل جمع ثمن جلسات الكيماوي والإشعاعي التي تخضع لها، بسبب محاربتها لسرطان الثدي، الذي هاجمها منذ عام مضى.

اكتشفت السرطان بالصدفة وعملت استئصال كلي

إيناس الكافي، صاحبة الـ 50 عامًا، لم تعتقد مُطلقًا إن مجرد الشعور بالألم سيقلب حياتها رأسًا على عقب، بعدما ذهبت للكشف، قبل أن يبلغوها بالنتيجة الصادمة: «إنتي في مرحلة متأخرة ولازم تعملي استئصال ثدي كلي». 

كلمات وقعت كالصدمة على أذني «ماما نونا» التي علمت بضرورة الخضوع للعملية في غضون أسبوع واحد، وفقًا لحديثها لـ «هُن»: «فجأة لاقيت نفسي مريضة سرطان، ولازم عملية واستئصال كلي للثدي، وكل ده حاجة مش مُرتبة». 

خلصت الكيماوي وبعمل جلسات إشعاعي

استئصال الثدي لم يغن السيدة الخمسينية عن الخضوع لجلسات الكيماوي للعلاج: «جلسات الكيماوي كانت بتموتني، غير تمنها الغالي، وتعبها الجسدي، وبدأت في الإشعاعي دلوقتي وعندي أمل أخف خالص». 

بصرف من عربية الأكل ونفسي ارتاح

عربة طعام، بدأت بأطباق الأز باللبن والفطير قبل أن تتحول لمشروع للسندوتشات البيتي، قررت السيدة تدشينها: «فكرت ليه معملش الحاجة اللي شاطرة فيها عشان أجمع تمن العلاج، وفعلًا عملت ده، ووقفت فترة في الشروق وحاليًا مدينة نصر وكمان المعز، بعمل كل الأكل في البيت بنضافة وببيعه واحوش تمن الجلسات». 

أمل أخير لدى السيدة، وهي أم لثلاثة أبناء، وجدة لـ 4 أحفاد: «نفسي ارتاح الكلفة عالية عليا جدًا ونفسي حد يساعدني أكبر مشروعي عشان رزقي يوسع وأقدر أكمل العلاج».