كتب: روان مسعد -
11:00 ص | الأربعاء 28 سبتمبر 2022
مختنقة بالبكاء المستمر.. كان هذا هو شعور تحية كاظم، زوجة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، بحسب ما نشرت في مذكراتها بعد 3 سنوات من الفقد والرحيل قائلة: «زوجي الحبيب لم تمر علي الدقائق إلا وأنا حزينة، وهو أمام عيناي في كل لحظة عشتها معه، صوته، صورته المشرقة، إنسانيته، كفاحه وجهاده.. مع الذكريات أبكيه بالدموع.. قبل عبدالناصر، شروط شخص واحد في حياته، وهو عبدالحميد كاظم شقيق تحية، والذي كان ولي أمرها في وقت الزواج، ما يعكس طبيعة هذا الشعور الرائع والعلاقة ومتانتها وقصة الحب التي جمعت الثنائي طول 26 عاما من الزواج، حتى توفي عبدالناصر».
كان اليوزباشي جمال عبدالناصر - وقتها-، في بداية زوجه يزوره الضباط أصدقائه إلا أنه لا يحب الاختلاط، فلا تجلس زوجته مع الضيف أبدا، وإذا حضر الضيف مع زوجته تجلس الزوجتان في غرفة منفضلة حتى ينصرف الزوج، وإذا تكررت الزيارة إما تأتي زوجة الضيف بمفردها أو تذهب تحية بمفردها إلى بيت زوجة الظابط.
قالت تحية كاظم إن زوجها جمال عبدالناصر، كان لا يحب أن يساعده أحد مطلقا، فكان يرفض قاطعا أن تستيقظ في الصباح الباكر لتجهز له الفطور، وكان حينها مدرسا في الكلية الحربية، وهو منضبط ويذهب لعمله باكرا ولكنه كان يصمم على عدم إيقاظها لدرجة تجعلها تخشى أن تضايقه إذا استيقظت لتحضير الفطور.
كما أنه كان يساعد نفسه في وضع البدلة في مكانها الصحيح ولا يطب منها أن تضعها في الدولاب وإنما استخدم شماعته لوضع بدلته العسكرية عليها وظلت تلك الشماعة موجودة في بيتهما في منشية البكري حتى بعد وفاته.
بعد ولادة أول طفلة لـ«عبدالناصر وتحية» هدى، وكذلك قبل ولادة الثانية منى، أصيب عبدالحميد، شقيق تحية بالدرن، وهو مرض معدٍ فكان عبدالناصر لا يخشى منه ويزور شقيقها دونها باستمرار لأنها كانت في نهاية الحمل، وعندما دخل إلى العمليات خرج وكان يتنفس بصعوبة، ظل عبدالناصر بجانبه ورفض الرحيل رغم ذهاب شقيقاته قبل تحسنه، فما كان منه بعد أن شفي إلا أنه قال أنا أحب عبدالناصر أكثر من شقيقاته، فهو أكثر إنسان قابلته.
كان جمال عبدالناصر، يحب الخروج كثيرا، ولكنه لا يحب التمشية العادية أو القاعدة في أي مكان ثم الذهاب، وإنما كان يفضل السينما أو المسرح، فكان يصطحب تحية إلى المسرح وإلى السينما الصيفي خلال فترة أول الزواج، ثم بعد إنجابهما البنتين، فكان يستغل كل إجازة كي يخرج مع تحية سواء بمفردهما أو مع البنتين.
ووفقا لمذكرات «تحية»، كان جمال عبدالناصر، محبا لزوجته وشقيقها، وبعد هدى ومنى أنجبت خالد، وهو الاسم الذي اختاره للمولود، بينما صمم على تسميه طفله الرابع «عبدالحميد»، على اسم شقيق زوجته الذي ارتبطت به بشدة وتوفي بعد وضعه بعدة أيام فقط، وهو الطفل الذي أصبح ضابطا بحريا بعد ذلك، بينما أنجب الخامس وهو «عبد الحكيم».