كتب: آية أشرف -
06:12 ص | الأحد 14 أغسطس 2022
على الرغم من ملامحها الجذابة، وشقاوتها المعهودة على خشة المسرح، وأمام الكاميرات، وخفة ظلها التي كانت تظهر بالبرامج وحتى التمثيل، إلا أنها كانت أما صارمة، شديدة، لا تعرف «الدلع» بالتربية، ولا تسير إلا على العادات والتقاليد، لايهمها نظرات المنتقدين، ولا يهمها سوى نشأة جيل صالح يسير على الأسس والقواعد، هكذا كانت جميلة الشاشة، الفنانة شويكار.
عامان على وفاة الفنانة شويكار، التي قدمت خلال مسيرتها الفنية نحو 181 عملًا ما بين السينما والمسرح والتليفزيون، لم يمروا بشكل هين، على ابنتها الوحيدة «منة الجواهرجي» التي تحدثت عن والدتها كما لا يعرفها الجمهور.
التربية الصارمة والشدة كانت هي شخصية «شويكار» بحسب ماذكرته ابنتها لـ«هُن»: «كانت شديدة عمرها ما ضربتني، لكن بالكلام والنظرة، التربية يعني عمرنا ما نقعد وسط الكبار، ولا نطلب اللي مش موجود، ولا نعلي صوتنا ونخرج عن النظام، وكذلك عمو فؤاد، كان حنين جدًا جدًا، ولكن شديد وصارم».
وتابعت: «عمري ما حسيت إنه زوج أم، ولا ماما كانت زوجة أب مع محمد وأحمد، كأننا إخوات أشقاء، ولحد دلوقتي احنا سوا ومع بعض».
جانب جديد وإنساني، وربما ديني، تكشفه منة الجواهرجي عن والدتها، وهو اهتماها البالغ بالصدقة، والتبرع للمحتاجين، التي ظلت تتبرع بأفضل ما لديها، دون النظر لأي شيء سوى مساعدتهم وإسعادهم: «دايمًا معلماني اوعي تستخسري حاجة وانتي بتطلعي الصدقة، ولا وانتي بتدي حد محتاج حاجة، كانت بتعمل ده، اللي بناكل منه تعمل زيه لحارس العقار بالظبط، واللي نلبس منه المحتاج كمان يلبس زيه، عمرها ما طلعت لبس فيه عيب ولا حتى مكرمش ومش مكوي، ولا بواقي أكل ولا شرب كله جديد كله زي اللي بنستخدمه، كانت تقول الكل زي بعضه، الكل بني آدمين».
جملة واحدة كانت هي وصية الفنانة شويكار لابنتها قبل وفاتها، وهي نصيحة بتقبل ظروف غيرها وعدم الحكم عليهم: «آخر حاجة قالتهالي، اوعي تحكمي على حد، اعرفي ظروفه الأول».
