كتب: آية أشرف -
02:45 ص | السبت 04 يونيو 2022
المعاملة مع الأبناء وحُسن تربيتهم وحتى اختيار أسمائهم، أمور لم يهملها الدين والشرع، في وجبات الآباء لدى أبنائهم، وواجب حُسن المعاملة وعدم التفرقة بين الأشقاء وغيرها من الأمور لتوازن الأسرة.
وكانت دار الإفتاء المصرية، سلطت الضوء على حكم الدين والشرع في سوء معاملة الآباء لأبنائهم، وهل يحاسبهما الشرع، أو يرتكبون وزرًا بهذا الأمر من عدمه؟
وأرسل أحد الأشخاص، سؤالً تضمن الآتي: «رجل يعامل إحدى بناته المتزوجة معاملة سيئة جدًّا بلا سبب، لدرجة أنَّه لا يذهب لزيارتها، وعندما تأتي لزيارة أسرتها يقوم ببعض التصرفات التي تبين غضبه من وجودها، وعندما تمتنع عن زيارتها لبيت أبيها تقوم والدتها وإخوتها بزيارتها فيعترض الأب على زيارتهم لها ويمنعهم من زيارتها مرة أخرى؛ فما رأي الدين في تلك التصرفات والمعاملة التي يعامل بها الأب بنته».
وفي هذا الصدد، قالت دار الإفتاء المصرية، إنَّ هذه الطريقة التي يعامل بها الأب بنته تُعَدُّ نوعًا من الظلم الذي حرَّمه الله تعالى، وهي قبل ذلك مصادمة للفطرة السليمة التي فطر الله النَّاس عليها من حبّ الولد والشفقة به والإحسان إليه؛ ولذلك جاء الشرع الشريف بالأمر ببرّ الوالدين في نصوص كثيرة لم يرد مثلها في الإحسان للولد، اكتفاءً بداعية الطبع عن وازع الشرع، ثم إنَّ الوالدين قد أُمِرَا شرعًا بإعانة ولدهما على برهما.
واستندت «الإفتاء» لرأي بعض السلف: «بر ولدك فإنَّه أجدر أنْ يبرّك، كما أنَّ الشرع ندب الوالدين إلى المساواة بين أولادهما في العطية والمعاملة حتى لا يتسبب ذلك في زرع الأحقاد بينهم».
ونتبعت دار اللإقتاء: «لا يجوز له شرعًا أن يمنع زوجته وأولاده من زيارة بنته، بل يجب عليه أن يسمح لهم بذلك حتى لا يدخل في قوله تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد: 22-23]».