بكاء الأم لا ينقطع، حالة من اليأس والإحباط تتملكها، فالشعور بالرفض ربما هو الأسوأ أن يشعر به الشخص، خاصة إن كان لا حول ولاقوة له، لا حيلة، ولا مخرج أو حل لسبب الرفض، «خيبة أمل» كبيرة تعيشها السيدة مديحة عطية، بمنطقة الدهار داخل محافظة الغردقة، بعدما أبلغتها الحضانة التي تُرسل إليها نجلها بعدم استقباله مُجددًا بسبب معاناته مع متلازمة داون، بل رفض الحضانات الأخرى استقباله من الأساس. 

الدولة تدعم ذوي القدرات وحضانة ترفض طفلا

حالة من الغضب تخللتها نبرات الإحباط تحدثت بها الأم، حول نجلها «كريم» صاحب الـ6 سنوات، مؤكدة أنها تعمل طيلة اليوم، بسبب امتلاكها لجمعية لذوي الهمم والعمل بالعقارات، ما دفعها لإرسال نجلها للحضانة، إلا إنها فوجئت مؤخرًا بخروجه من المكان والاعتذار عن استقباله مُجددًا: « فجأة ألاقي ابني راجع من الحضانة، والمديرة تقولي حصل تفتيش واتقالي قالولي ده مكانه مش هنا، شوفيله حضانة لذوي الهمم تقبله». 

واستنكرت والدة «كريم» ماحدث خلال حديثها لـ«هُن»: «الدولة بتدعم ذوي القدرات يبقى ليه الحضانة ترفض ابني، خصوصا أنه ذكي ومتفاعل وله نشاطات، بيتكلم انجليزي وبيستخدم الموبيل والكمبيوتر أحسن مني شخصيًا، هو طفل عادي جدا مش وصمة عار ومش ذنبه انه اتولد كده».

ابني بياخد شنطته ويقف على الباب عاوز يروح الحضانة

وشرحت الأم الحالة النفسية السيئة التي يعاني منها الطفل، حتى أنه لم يدرك سبب رفضه: «ابني بياخد شنطته ويقف على الباب عاوز يروح الحضانة، ومتأثر ومش فاهم هو مبقاش يروح ليه، غير إن مفيش حضانة عاوزة تقبله». 

وتابعت: «أنا عايزة حق ابني في الحياة الطبيعية، أنا ابني مش متخلف ولا مؤذي بل بالعكس متعاون جدا وبيكتسب مهارات أكثر، أنا عايزة حق ابني وحق كل الأطفال من متلازمة داون».