وسط شوارع البدرشين، والأراضي الزراعية التي تشتهر بها المنطقة، طافت «مروة الدالي» بهدايا بسيطة متنوعة، تنشر البهجة بين السيدات المكافحات، تزامنا مع احتفالات عيد الأم، تقترب من الفلاحات اللاتي يفترشن الرصيف لبيع الخضار والعسل والجبن القريش والفطير كما تشتهر البدرشين، تلقي عليهن السلام بابتسامة حفظوا ملامحها جيدا وتوزع عليهن الهدايا.

«حبيت أفرح الستات والأمهات الشقيانة بمناسبة عيد الأم عشان يحسوا إن المجتمع كله مقدر تعبهم وبيحترمهم، تقول في بداية حديثها لـ«الوطن» عن مبادرتها التي أطلقت عليها اسم «جبر الخواطر» بمناسبة عيد الأم، لافتة إلى أن الفكرة جاءت إليها صدفة بعد أن لاحظت أعداد كبيرة من السيدات والأمهات المكافحات في أسواق البدرشين ويفترشون جانبي الطريق، بحسب قولها.

كرمت عاملات نظافة وبائعات خضار من الأمهات

سيدات وأمهات من أعمار متفاوتة ومن مهن مختلفة، التقت بهن «مروة» ابنة البدرشين التابعة لمحافظة الجيزة خلال تجولها بالشارع، تنفيذا لمبادرتها ،«قابلت ستات وأمهات كتير من أول عاملات النظافة في الشوارع وبياعين الخضار والعسل والجبنة لحد السيدات أصحاب المحلات والمكتبات» حتى السائرات في الشوارع وزعت عليهن الهدايا، «كل الهدايا كانت بسيطة وعينية عشان بس نفرحهم ونقدر تعبهم»، بحسب تعبيرها.

يبدو الأمر صعب التحقيق في بدايته، لكن «طاقة الخير» التي تكمن في قلب «مروة»، كسرت حاجز الرهبة، بعد أن فكرت في تدشين المبادرة وانطلقت في شوارع البدرشين تبحث عن الأمهات المكافحات، «مكنتش بكتفي بالبياعين اللي قاعدين أو واقفين في المحلات، سألت ودورت على الأمهات وروحتلهم مخصوص عشان أفرحهم»، المارة في الطريق كانوا ينظرون إليها نظرات استغراب في البداية ثم اعتادوا منظرها، بحسب قولها.

معرض ملابس شتوي بـ 10 جنيه

ليست المرة الأولى التي تحاول فيها «مروة» إسعاد أهل منطقتها بطريقتها، بل سبق ودشنت في بداية فصل الشتاء معرض خيري للملابس لا يتجاوز سعر القطعة الواحدة فيها عشر جنيهات، «كان نفسي أساعد أهل منطقتي البسطاء مع بداية الشتاء وكل مناسبة بفكر ليها في مبادرة أفرح بيها الأهالي»، بحسب تعبيرها.