منذ أن كانت جنينًا في أحشاء والدتها كان مصيرها أن يتركها والدها، لتجد «مريم شعبان» البالغة من العمر 20 عاما، نفسها بدون أب، تعيش بين والدتها وجدتها لوالدتها، قبل أن تتركها الأم متجهة إلى السعودية للبحث عن فرصة عمل، وتوفير حياة كريمة لها كي لا تحتاج إلى أحد. 

يوم خلف الآخر، وربما شهور، ظلت فيهما «مريم» رفقة جدتها فقط، قبل أن تعود والدتها لها مع تداعيات الموجة الأولى من فيروس كورونا، لتجد الفتاة العشرينية نفسها في مواجهة مشكلات مادية دون سند أو راعي، إذ أن والدها لم يسأل عنها منذ طلاقه من والدتها. 

قررت ابدأ المشروع وأنا ثانوية عامة عشان مصاريف الدروس

حلم صناعة العطور الطبيعية، ظل يراود «مريم» بين الحين والآخر، حتى وجدت الفرصة بعدما قررت مساعدة والدتها التي تركت عملها بالسعودية، على أعباء الحياة بطريقتها الخاصة: «بدأت أدور على كورسات أون لاين عن التركيبات العطرية، تكون طبيعية ومميزة، وأتعلم كويس جدًا وقررت اشتغل وأصرف على نفسي ودروسي وأنا في ثانوية عامة». 

قضت الفتاة العشرينية سنوات دراستها في الثانوية العامة بين المذاكرة ودراسة التسويق، وتعلم صنع وتركيب العطور، قبل أن تلتحق بكلية الخدمة الإجتماعية: «اتعلمت وبدأت بالفعل الخط الأول أسوقه لأصدقائي وقرايبي أشوف رأيهم إيه ولما نجح وعجبهم اتجهت للشكل الاحترافي»، بحسب حديث «مريم» لـ«هُن». 

من 120 لـ 200 جنيه وكل حاجة صُنع ايدي

رحلة طويلة لانتاج زجاجة العطر تمر بيها «مريم»: «بشتري الزجاجات الإزاز الأول بمساعدة والدتي وببدأ في التركيبات اللي ممكن أعملها وبتاخد وقت 20 دقيقة للـ100 مللي، ومن بعدها ببدأ بتصميم العبوات واللوجو الخاص». 

وعن المنتجات التي تطرحها، أشارت صاحبة المشروع إنها تهتم بصناعة العطور، وعطر الجسم والشعر، بأسعار متفاونة من 120 جنيها وحتى 200 جنيه، وأن ذلك المشروع أقل هدية يمكن تقديمها لوالدتها في عيد الأم.