كتب: ندى نور -
08:57 ص | الخميس 03 فبراير 2022
تستيقظ في الصباح الباكر، تخرج من منزلها مستندة على عكازين، بحثا عن الرزق الحلال، بينما تستند أسرتها عليها في الحياة وتوفير متطلبات العيش، اتخذت جلستها المعتادة أعلى «التروسيكل» الذي اشترته لتعمل عليه، تنتظر أن يمتلئ الصندوق الخلفي بالخضروات والفاكهة، تقوده في الشوارع وتتحرك به إلى السوق، لتقف وتنادي على بضاعتها وسط المارة، أملا في بضعة جنيهات تعود بها لأسرتها.
هذه هي حياة «محروسة سالم»، صاحبة الـ42 عامًا، التي لم يوقفها الشلل الحركي على المعافرة وتوفير مصدر دخل لزوجها وأبنائها في المرحلة الثانوية والصف الخامس الابتدائى، لتبدأ رحلتها مع التروسيكل والعمل في عدة أشغال منها شراء الخضار من الأسواق وبيعه، وكماليات العربيات بالإضافة إلى بيع منتجات هاند ميد.
اضطرت «محروسة» إلى الخروج للعمل بسبب ظروف زوجها المرضية التي تمنعه عن العمل، إذ يعاني من السكر والضغط والشيخوخة المبكرة ومشاكل الرئة والعظام وأخيرا الصرع بعمر 60 عامًا، ليكون عملها وسيلة مساعدة له في توفير نفقات العلاج، التي تصل إلى 2500 جنيه في الشهر.
تستيقظ «محروسة» من بعد الفجر ليبدأ يومها بترتيب المنزل وتوفير متطلباته ثم الخروج للعمل على التروسيكل حتى الساعة 12 بعد منتصف الليل وأحيانا بعد ذلك، معتمدة على التروسيكل الذي صممته بأدوات معينة تناسبها لتتحرك به دون أن تضطر إلى الاعتماد على رجليها: «ركبت فيه عصيان حديد علشان أعرف أسوق»، حسب حديثها لـ «هُن».
حلم واحد لا تتمنى السيدة الأربعينية تحقيق غيره، وهو توفير كشك بدون مصروفات إعلان ثلاجة والتي تصل تكلفتها إلى 41 ألف جنيه: «ثلاجة المشروبات إللي بتتوفر في أي كشك صعب عليا أتحمل تكلفتها، نفسي في كشك يريحني من التعب والشقى ويساعدني أصرف على جوزي وأولادي».