رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«رغدة» انفجرت بوجهها أنبوبة: بابا الوحيد اللي كان شايفني حلوة.. سابني ومات

كتب: آية أشرف -

11:58 ص | الثلاثاء 18 يناير 2022

رغدة محمد

داخل غرفة سكنية بمؤسسة علاج الحروق، بين كتب ومذكرات القانون، تجلس رغدة عبد العزيز شحاتة، 19 عاما، بالفرقة الثانية بكلية الحقوق، تتمعن في سطور الكتب، تحاول إخفاء حروق جسدها ووجها التي طالتها منذ 9 سنوات، وهي في العاشرة من عمرها بعدما انفجرت أنبوبة بوتاجاز في وجهها، لتصيبها بحروق في وجهها ويديها وأرجلها أيضاً ما أدى إلى تشوهات في الوجه وفقدان أطرف اليد والأرجل.

9 سنوات عاشتها «رغدة» تحاول نسيان بشاعة الحادث بالمذاكرة، تبحث في دراستها عن حقوق ضحايا الحروق، وكيفية حفاظ حقهم من التنمر والتعدي، تحلم بيوم التخرج والخروج لسوق العمل، عقب إتمام رحلة علاجها والعودة لطبيعتها: «نفسي أحضر حفلة تخرجي وأنا مخلصة عملياتي، ومعنديش حروق».

لم تغيب ابتسامتها من وجهها البشوش رغم معاناتها، فلديها طموح ومثابرة جعلتها محبة للحياة، تأمل في عوض الغد، مؤمنة بشعارها «رب الخير لا يأتي إلا بالخير».

تتذكر يوم الحادث بابتسامة عريضة، تخللها دموع وبكاء وهي تتذكر أصعب لحظاتها:«كنت ١٠ سنين، وقبل أيام من عيد الأضحى وانا في المطبخ بسخن أكل الأنبوبة انفجرت، محستش بحاجة بعدها غير أن بابا لف بيا من المنيا لأسيوط للمنصورة، من غير فايدة عذاب وبس».

أشهر في أحد مستشفيات أسيوط كانت بمثابة تعذيب وليس علاجا، بحسب وصفها لـ«الوطن»: «قبلوني بالخناق والمعافرة بعد حرق ايدي ووشي ورجلي، مكنتش بتعالج أنا كنت بتعذب كل حاجة بنزف بعدها بدم بيشدوني غصب عشان العلاج الطبيعي رغم أنه مش وقته لحد ما ايدي أتلفت خالص وقررت اوقف علاج».

خضعت لأكثر من 20 عملية.. وفقدت بابا في نصف الطريق 

مؤسسة علاج الحروق بالمجان، كانت القشة التي تعلقت «رغدة» خلال أزمتها:«في 2013 اتعرفت على المؤسسة عملت فيها أول وأكبر عملية توقفني على رجلي من تاني، وبقيت استخدم أيدي كمان بعد أكتر من 20 عملية جراحية».

دموع وانهيار أوقفت ابتسامتها وهي تتذكر رفيقها الوحيد وشريك رحلتها، أبيها الذي رحل مؤخراً: «بابا الوحيد اللي كان شايفني حلوة، وهو اللي شجعني أكمل، بس لما مات حسيت إني غرقانة ومكانش عندي حل إلا المذاكرة وادخل الكلية واحقق حلمه».

نفسي في قانون يحمي الضحايا من التنمر

الالتحاق بكلية الحقوق كان حلم والدها وحلمها، الذي طالما راودها: «دخلت حقوق أسيوط وبقى عندي صحاب، وبفضل المؤسسة عملت تقليل اغتراب وجيت جامعة القاهرة، وقاعدة في سكن المؤسسة أدرس واتعالج، بحلم اخلص عمليات قبل التخرج وبحلم اكون مستشارة».

البحث عن حقوق محاربي الحروق هو أملها الوحيد من دراستها: «نفسي يكون في قانون يحمي الضحايا من التنمر، نفسي يكون ليهم فرص عمل بالتشريعات القانونية، ويبلغوا لو حد اتعدى عليهم ميتنازلوش».