الكثير من التصرفات الغريبة والعنيفة تظهر من بعض الأطفال في المراحل الأولى مثل التلفظ بكلمات غير لائقة أو بذيئة، وتقليد تصرفات وحركات الكبار الذين يشاهدونهم على مدار يومهم وتؤثر على حياتهم اليومية وتصبح معتادة بالنسبة لهم، وتحاول الأمهات تغيير تلك الصفات، البعض منهن ينجح وآخريات يجدن صعوبة في تعديل السلوك المكتسب من الخارج، ويحاولن البحث عن طرق واللجوء لأخصائيين في تعديل السلوك.

وقالت آية البنا أخصائية التربية وتعديل السلوك، لـ«هُن»، إن تعديل السلوك سواء للطفل أو المراهق يستمر لفترة وبمعدل متزايد يوميا، إذ أن السلوك الممتد يظهر أثره خارج البيت، ما يجعله يقدم عليه سواء في المدرسة أو النادي أو حتى في التعامل مع الأشقاء والأقارب والأصدقاء.

وتابعت أخصائية التربية وتعديل السلوك، بأن تكرار الطفل للسلوك والعادة ذاتها أكثر من مرة كالسرقة والكذب والضرب، يتطلب تعديل السلوك بشكل عاجل: «محتاج أسلوب ورد فعل مناسب مش أكتر».

التنمر وفرط الحركة

وشرحت آية البنا، أسباب السلوك السيئ والتصرفات التي تتولد عند الطفل، قائلةً: «ردة فعله تجاه موقف أزعجه، فغالبًا ما يتعامل الأطفال بشكل مباشر تجاه أي موقف، فمثلًا الطفل الذي يتعرض للتنمر في المدرسة يصبح عدوانيا ومزعجا في المنزل، ويحاول ممارسة العنف على المحيطين به كنوع من رد الفعل القوي على الممارسات التي تحدث تجاهه من الآخرين، بجانب وجود بعض الأمراض العقلية، مثل قصور الانتباه وفرط الحركة، والشعور باضطرابات القلق».

أسباب السلوكيات السيئة عند الأطفال

«مرض التوحد، اضطراب الوسواس القهري»، من أهم المشاكل التي تتسبب في السلوك السيئ من الطفل، وفق أخصائية التربية: «يعاني مريض التوحد من اضطرابات حسية داخلية تجاه الأصوات والأضواء العادية، مما يجعله يتصرف بشكل سيئ، ويرغب في ممارسة العنف على المحيطين به والتعامل معهم بشكل خاطئ»، لافتة إلى أنه في حالة ملاحظة الأم لتلك السلوكيات يجب عرض الطفل على متخصص.